اتفاق سلام دائم بين زعماء الشيعة والسنة في باكستان لوقف الاشتباكات الدموية في منطقة كورام
تم التوصل إلى اتفاق “سلام دائم” بين الزعماء الشيعة والسنة في منطقة كورام بشمال غرب باكستان، وذلك لإنهاء سلسلة من الاشتباكات الدموية التي شهدتها المنطقة خلال الأشهر الثلاثة الماضية.
تم توقيع الاتفاق بين زعماء الشيعة والسنة في باكستان يوم الأربعاء 1 يناير 2025 بعد جهود مكثفة من الزعماء العرقيين والدينيين والسياسيين في المنطقة.
التجمعات والمفاوضات
وقد عقد تجمع تقليدي (لوييه جيرغا) لممثلي زعماء الشيعة والسنة في باكستان منذ أسبوعين، حيث تم إجراء اجتماعات موسعة للتوصل إلى اتفاق ينهي الصراع العنيف بين الشيعة والسنة. وبعد مفاوضات طويلة، تم التوقيع على الاتفاق الذي يهدف إلى استعادة الأمن والهدوء في المنطقة التي كانت تشهد قتالاً ضارياً.
أسباب الاشتباكات وتطوراتها
يعود أصل هذه الاشتباكات إلى الهجوم الذي وقع في الأول من ديسمبر 2024 عندما تعرضت قافلتان من الشيعة لكمين، مما أسفر عن مقتل 43 شخصاً، بينهم أربعة من السنة، والبقية من الشيعة. تلت هذه الحادثة سلسلة من الصراعات العرقية والدينية التي أسفرت عن مقتل 130 شخصاً وإصابة أكثر من 200 آخرين.
أهمية الاتفاق والمستقبل
باكستان دولة ذات أغلبية سنية، ولكن منطقة كورام، التي تقع في مقاطعة خيبر بختونخوا بالقرب من الحدود مع أفغانستان، تضم مجتمعاً كبيراً من الشيعة. وتعد المنطقة ساحة صراع بين الشيعة والسنة منذ عقود، ما يجعل التوصل إلى اتفاق سلام خطوة هامة نحو تهدئة الأوضاع.
وفي هذا السياق، صرح مالك عبد الولي خان، عضو اللويا جيرغا، لراديو أوروبا الحرة/راديو آزادي، بأن الزعماء الشيعة والسنة في المنطقة قد وقعوا على الاتفاق، مع تأكيده على أن عشرين من ممثلي الزعماء السنة قد وقعوا أولاً، على أن يتم توقيع الاتفاق من قبل بقية الزعماء العشائريين والدينيين لاحقاً.
التدابير المترتبة على الاتفاق
ويتضمن الاتفاق أيضاً استئناف حركة المرور على الطرق التي كانت قد أغلقت نتيجة للاشتباكات، بالإضافة إلى توفير الأمن على الطرق بواسطة الحكومة. وكانت إغلاق الطرق قد تسبب في نقص حاد في السلع الأساسية مثل الغذاء، والدواء، والوقود، والحطب، والغاز للسكان المحليين.
جذور النزاع
وتشير التقارير إلى أن النزاع بين الشيعة والسنة في المنطقة كان له جذور عميقة تتعلق بالنزاعات على ملكية الأراضي بين القبائل والعشائر المختلفة في كورام.