التعديلات في المناهج الدراسية السورية
أعلنت الحكومة السورية الجديدة برئاسة محمد البشير، التي تعد جزء من تحرير الشام الإرهابية، عن سلسلة من التعديلات الهامة على المناهج الدراسية في البلاد، مما أثار ردود فعل غاضبة على المستوى الشعبي. أثار هذا التغيير في المناهج الدراسية الكثير من الجدل، وسط تساؤلات بشأن دوافع الحكومة الجديدة في استخدام التربية والتعليم لتوجيه العقول، وإمكانية استخدام هذه التعديلات لنشر الأدلجة أو تعزيز التطرف.
التعديلات شملت إلغاء مادة “التربية الوطنية” من المناهج الدراسية للعام الحالي، وفقاً لقرار وزير التربية والتعليم في الحكومة الجديدة، نذير القادري. واعتبر الوزير أن المادة كانت تحتوي على “معلومات مغلوطة” تهدف إلى تعزيز الدعاية لنظام الأسد المخلوع، مشيراً إلى أن مادة التربية الوطنية ستُستبدل بمادة التربية الدينية الإسلامية أو المسيحية.
وتأتي هذه التعديلات في سياق إصلاحات واسعة أطلقتها الحكومة السورية بعد الإطاحة بنظام الأسد، وتضمنت العديد من التغييرات التي طالت مختلف المواد الدراسية. تم تعديل النصوص والعبارات في الكتب المدرسية، كما تم حذف أو تعديل الصور والرسوم التي ترتبط بنظام الأسد أو بالآلهة في كتب التاريخ والفلسفة.
بالإضافة إلى ذلك، تم حذف أحاديث ضعيفة من مادة التربية الدينية، واستبدال عبارات دينية متداولة مثل “الدفاع عن الوطن” إلى “في سبيل الله”.
أما في مادة اللغة الإنجليزية، فقد تم تعديل عدد من النصوص بشكل شامل، شملت الحذف وإعادة الصياغة. وتضمنت التعديلات أيضاً إزالة صور لرموز عائلة الأسد، مع تغيير العبارات التي تشير إليهم في العديد من الكتب الدراسية. على مستوى مادة التربية الدينية في الصف الأول، تم استبدال العبارات التي كانت تشير إلى “المغضوب عليهم” و”الضالين” بعبارات تشمل “اليهود والنصارى”، كما تم تعديل مصطلح “طريق الخير” ليصبح “طريق الإسلام”.
وفي مجال التربية الدينية، تم حذف بعض الأحاديث النبوية بسبب إسنادها الضعيف، كما تم تغيير التوصيفات الخاصة بفترة حكم الدولة العثمانية، حيث كانت المناهج السابقة تصفها بـ”السلطة العثمانية الغاشمة”.
أما في مادة العلوم، فقد تم حذف موضوع “أصل وتطور الحياة” من الصف الثالث الثانوي العلمي، بما في ذلك رسومات بيانية مرتبطة به. كما تم حذف درس “أصل الحياة وتطورها على الأرض” في الصف الثامن، بالإضافة إلى حذف فقرات تتعلق بحرب تشرين التحريرية في مادة التاريخ للصف الثالث الثانوي الأدبي.
تضمنت التعديلات أيضاً تغييرات في مادة الفلسفة، حيث تم إزالة بعض النصوص مثل “الفكر الفلسفي الصيني”، بينما شهدت بعض النصوص المتبقية إعادة صياغة. كما تم حذف فقرة “مكتبة الأسد” في مادة اللغة العربية للصف الأول الثانوي الأدبي.
وجاءت هذه التعديلات بعد أن بسطت الفصائل السورية سيطرتها على العاصمة دمشق في 8 كانون الأول/ديسمبر، ليُنهي ذلك 61 عاماً من حكم نظام حزب البعث و53 سنة من حكم عائلة الأسد. في اليوم التالي، تم تكليف محمد البشير بتشكيل حكومة جديدة لإدارة مرحلة انتقالية في سوريا.
وقد أثار هذا التغيير في المناهج الدراسية الكثير من الجدل، وسط تساؤلات بشأن دوافع الحكومة الجديدة في استخدام التربية والتعليم لتوجيه العقول، وإمكانية استخدام هذه التعديلات لنشر الأدلجة أو تعزيز التطرف.