تصريحات توم توغندهات حول تأثير مقتل قاسم سليماني على الشرق الأوسط
قال وزير الأمن البريطاني السابق توم توغندهات، إن قرار دونالد ترامب بقتل قاسم سليماني، القائد السابق لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، أدى إلى سقوط نظام بشار الأسد، سوريا تمثل نقطة تحول رئيسية ستؤدي إلى سقوط الجمهورية الإسلامية في طهران خلال السنوات القليلة المقبلة.
توغندهات، الذي شغل سابقا منصب عضو في لجنة العلاقات الخارجية البريطانية ويمثل الآن حزب المحافظين في مجلس العموم، اعتبر أن مقتل سليماني يمثل نقطة تحول استراتيجية ستسهم في سقوط الجمهورية الإسلامية في إيران في السنوات المقبلة.
قاسم سليماني شخصية محورية في المنطقة
وزير الأمن البريطاني السابق قال في تصريحات له للبودكاست “المتضارب”: “كان قاسم سليماني شخصية أساسية ورئيسية أكثر بكثير مما كان يتصور في ذلك الوقت”.
وأضاف أن سليماني كان يتمتع بعلاقات واسعة ومعقدة في المنطقة، وكان له دور كبير في إدارة التحالفات الإيرانية في مختلف الدول مثل سوريا والعراق ولبنان. وتابع أن مقتل سليماني في يناير 2020، والذي تم عبر هجوم بالطائرات بدون طيار نفذته القوات الأمريكية بأمر مباشر من ترامب في بغداد، كان له تأثير بعيد المدى على سياسة المنطقة.
وأوضح توغندهات أنه رغم أن سليماني تم استبداله بشخص آخر في الحرس الثوري، إلا أن هذا الاستبدال لم يكن عمليا لأن أحدا لا يستطيع أن يحل محل العلاقات الشخصية التي كانت تربطه مع قادة المنطقة لمدة 20 عاما. هذه العلاقات، بحسب توغندهات، كانت تتيح لإيران التلاعب بالسياسات الإقليمية، وهو ما فقدته بعد مقتل سليماني.
أزمة في الحرس الثوري الإيراني
من جانب آخر، أشار وزير الأمن البريطاني السابق إلى أن الحرس الثوري الإيراني يعاني من أزمة داخلية بعد فقدان سوريا، حيث يعتقد بعض الأعضاء الأصغر سنا في الحرس أن القوى القديمة فاسدة وغير فعالة.
كما أشار إلى أن هناك شائعات بين أعضاء الحرس الثوري حول رغبة القيادة الإيرانية في طهران في التفاوض مع الولايات المتحدة للبحث عن مخرج من الوضع المتأزم، ولكن هذه المحاولات تواجه معارضة قوية من داخل المؤسسة الإيرانية، حيث يرفض بعض الأعضاء التفاوض مع من يعتبرونهم “قتلة قاسم سليماني”.
التأثير على السياسة الإيرانية والشرق الأوسط
توغندهات، الذي كان من المعارضين للاتفاق النووي الإيراني (JCPOA) ويدعو إلى تصنيف الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية، يرى أن ما يحدث في سوريا يشكل نقطة تحول في الصراع الإقليمي، والتي من المحتمل أن تؤدي إلى سقوط النظام الإيراني.
وأشار وزير الأمن البريطاني السابق إلى أن سوريا يمكن أن تصبح المركز الاقتصادي للشرق الأوسط في المستقبل إذا تم إدارتها بشكل صحيح، حيث يعتقد أن هذه الدولة تحتوي على إمكانات كبيرة لمستقبل اقتصادي مزدهر.
الانتقادات الغربية
توغندهات لم يقتصر على الحديث عن إيران فقط، بل انتقد السياسات الغربية في الشرق الأوسط، وخاصة سياسات الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما في التعامل مع الأزمة السورية.
وقال توغندهات إن الانسحاب الأمريكي من أفغانستان وفشل أوباما في الرد على استخدام الأسد للأسلحة الكيميائية في 2013، أعطى فرصة كبيرة لروسيا لزيادة نفوذها في المنطقة.
كما اتهم وزير الأمن البريطاني السابق الغرب بعدم وجود استراتيجية طويلة المدى في الشرق الأوسط، مما ساهم في تعزيز عدم الاستقرار في المنطقة.
الروس في المنطقة
وأشار توغندهات إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رغم عدم امتلاكه قوة أكبر من الغرب، إلا أنه يمتلك “وهم القوة”، وهذا “الوهم” يكفيه لاتخاذ قرارات استراتيجية مهمة أسهمت في مفاقمة الأزمات في المنطقة.
تتجلى تصريحات توم توغندهات في رؤية استراتيجية بعيدة المدى حول تطورات الأحداث في الشرق الأوسط، موضحا تأثير مقتل قاسم سليماني على السياسة الإقليمية وأثره على النظام الإيراني. ومع تزايد التوترات داخل إيران وحلفائها في المنطقة، يرى توغندهات أن السنوات المقبلة ستشهد تغييرات كبيرة قد تفضي إلى سقوط النظام الإيراني إذا استمر الوضع على هذا النحو.