النشاط البركاني في إثيوبيا – 3 يناير 2025
في صباح اليوم 3 يناير 2025، بدأ بركان دوفن في منطقة عفار الإثيوبية في إظهار نشاط بركاني ملحوظ، وذلك بعد أسابيع من الزلازل التي شهدتها المنطقة.
كانت هذه الزلازل قد بدأت في 21 ديسمبر 2024، وبلغت أكثر من 120 زلزالا تراوحت قوتها بين 4.3 و5.2 درجة على مقياس ريختر، مما يثير القلق حول تطور النشاط البركاني في إثيوبيا.
حتى الساعة 3 مساء من يوم 3 يناير، سجلت حوالي 8 زلازل جديدة في إثيوبيا، تراوحت قوتها بين 4.5 و5 درجات على مقياس ريختر، ووقعت على عمق 10 كيلومترات. وتستمر هذه الزلازل في تعزيز التشققات والفوالق في قشرة الأرض، مما يسمح للماجما أو المحاليل الساخنة بالاندفاع نحو السطح نتيجة للضغط الشديد وزيادة الأبخرة والغازات المتراكمة في باطن الأرض.
تعتبر منطقة الهضبة الإثيوبية ومنطقة شرق أفريقيا بشكل عام من المناطق النشطة زلزاليا وبركانيا، حيث تقع الماجما بالقرب من سطح الأرض (حوالي 40 كم) مقارنة بالمناطق الأخرى في القارة الأفريقية التي تقع فيها الماجما على عمق يصل إلى 100 كم. هذا التفاعل هو السبب وراء تشكيل الجبال البركانية الإثيوبية وارتفاع بحيرة فيكتوريا إلى 1136 مترا فوق سطح البحر.
أما عن بركان دوفن، فيعد من النوع الطبقي (أي متعدد النشاط) ويبلغ ارتفاعه 1151 مترا فوق سطح البحر، مما يجعله أعلى بمقدار 450 مترا من المناطق المجاورة. بالرغم من أن النشاط البركاني السابق للبركان كان محدودا، حيث سجل تدفقات حمم بركانية صغيرة عبر التشققات، إلا أن هناك توقعات بزيادة النشاط البركاني في الأيام المقبلة، مما قد يتسبب في تدفقات أكبر من الحمم البركانية.
تشير الدراسات أيضا إلى أن النشاط البركاني في إثيوبيا قد يمتد إلى بعض البراكين المجاورة، مثل بركان فنتالي الذي يقع إلى الجنوب. هذا البركان سجل آخر نشاط كبير له منذ أكثر من 200 عام، في عام 1820. يبلغ ارتفاعه 2007 مترا، وله فوهة كبيرة بقطر 4 كيلومترات وعمق 350 مترا.
تعد منطقة الأخدود الإثيوبي من المناطق الأكثر نشاطا جيولوجيا في العالم، حيث تحتوي على نحو 59 بركانا تكونوا في العصر الجيولوجي الحديث منذ حوالي 12 ألف سنة. ورغم أن معظم هذه البراكين خامدة، إلا أن هناك بعض البراكين التي تزداد نشاطا بين الحين والآخر، مثل بركان “إرتا أليه”، الذي بدأ نشاطه الحديث منذ عام 1967، وحدث له انفجار كبير في عام 2005، مما أسفر عن مقتل 250 رأسا من الماشية وأجبر الآلاف من السكان على الفرار من المنطقة.
يتوقع أن يستمر النشاط الزلزالي والبركاني في المنطقة، مما يهدد السكان المحليين ويزيد من التوترات البيئية في منطقة عفار.