شنت السلطات المصرية حملات أمنية واسعة على محطة القطارات في مدينة أسوان، يوم الخميس 2 يناير 2025 استهدفت خلالها عشرات اللاجئين السودانيين الذين وصلوا حديثًا إلى المدينة، وإعادتهم على الفور إلى مدينة وادي حلفا في السودان عبر معبر أرقين الحدودي.
من أسوان إلى وادي حلفا
وأفاد عدد من اللاجئين السودانيين الذين وصلوا إلى مدينة وادي حلفا بأنهم كانوا قد وصلوا إلى أسوان من مناطق مختلفة في السودان، خاصة من شمال وشرق البلاد، كان اللاجئون يأملون في الحصول على بطاقات لجوء من مفوضية شؤون اللاجئين في مصر.
أحد اللاجئين الذين تم ترحيلهم إلى وادي حلفا روى تجربته قائلاً: ” عندما وصلت مدنية أسوان آملًا في الحصول على بطاقة لجوء، لكن بمجرد وصولنا إلى محطة القطارات، نفذت السلطات المصرية حملات مكثفة أثناء صعود الركاب. ألقت القبض علينا ونقلتنا على الفور إلى مدينة وادي حلفا”.
إعادة اللاجئين السودانيين
وقد كثفت السلطات المصرية جهودها لإدارة تدفق اللاجئين السودانيين، مما أدى إلى احتجاز وترحيل المئات منهم إلى السودان. وفي أسوان، شددت السلطات إجراءاتها الأمنية، حيث أقيمت نقاط تفتيش لاعتراض السودانيين الذين يحاولون السفر إلى المدن الكبرى.
وقد أدى هذا إلى اعتقال العديد من الأشخاص، بما في ذلك الأطفال، الذين يتم احتجازهم غالبًا دون وثائق مناسبة.
وتتضمن العملية احتجاز اللاجئين في مراكز احتجاز مختلفة في أسوان قبل ترحيلهم إلى وادي حلفا، وهي بلدة حدودية في السودان.
الأسباب الرئيسية لقرار السلطات المصرية بترحيل اللاجئين السودانيين تشمل:
المخاوف الأمنية:
شددت مصر إجراءاتها الأمنية، وخاصة في المناطق الحدودية مثل أسوان، للسيطرة على تدفق اللاجئين، مما أدى إلى اعتقال وترحيل أولئك الذين لا يحملون الوثائق المناسبة.
التغييرات القانونية
تم تطبيق متطلبات تأشيرة جديدة وقيود على دخول المواطنين السودانيين، مما يجعل من الصعب على اللاجئين الدخول بشكل قانوني، وبالتالي زيادة احتمالات الترحيل.
الاكتظاظ وضغط الموارد
أدى الارتفاع الكبير في عدد اللاجئين السودانيين إلى فرض ضغوط على موارد مصر، مما دفع الحكومة إلى إدارة الوضع من خلال الترحيل.
التكلفة الاقتصادية
تقدر التكلفة الاقتصادية لاستضافة اللاجئين في مصر بأكثر من 10مليار دولار سنويًا لأكثر من 9 ملايين لاجئ ومقيم بسبب عدم الاستقرار في بلدانهم الأصلية. وقد أثر هذا التدفق بشكل كبير على البنية التحتية والخدمات في مصر
زيادة الاستهلاك المحلي
أدى ارتفاع أعداد اللاجئين إلى ارتفاع الطلب على السلع والخدمات، مما تسبب في تجاوز معدلات التضخم للمستويات الطبيعية.
كما أدى الطلب المتزايد على خدمات مثل التعليم والرعاية الصحية إلى انخفاض جودة الخدمة، مع اكتظاظ الفصول الدراسية وانخفاض إمدادات الكهرباء والمياه والغاز.
مفوضية شؤون اللاجئين
تجدر الإشارة إلى أن معظم اللاجئين السودانيين الذين تم ترحيلهم لم يكن بحوزتهم بطاقات لجوء من مفوضية شؤون اللاجئين، وهو ما دفع السلطات المصرية إلى تنفيذ هذه الحملات الأمنية بشكل مكثف.
السلطات المصرية تراقب عن كثب محطات القطارات في أسوان، وتقوم بإعادة اللاجئين الذين وصلوا بطرق غير قانونية إلى الحدود السودانية.
العديد من اللاجئين السودانيين الذين وصلوا إلى أسوان عبر الشاحنات من شمال السودان يواجهون تحديات كبيرة في الحصول على البطاقات المؤقتة، حيث قد تستغرق الإجراءات عدة أشهر، ما يزيد من معاناتهم ويعطل فرصهم في الاستقرار.