الخطة الروسية للانسحاب الجزئي من سوريا
كشف الرادار العسكري الإيطالي عن دخول أسطول روسي جديد إلى البحر الأبيض المتوسط، وهو ما قد يشير إلى تحركات استراتيجية في المنطقة. وفقا للمعلومات المتاحة، غادر الأسطول الروسي مدينة سانت بطرسبرغ قبل عيد الميلاد مباشرة، ومن المرجح أن يكون متجها إلى المياه السورية.
تتسم حركة السفن الروسية في هذه المنطقة بالتغير المفاجئ في وجهاتها، حيث غالبا ما تقوم بتغيير مسارها المعلن في منتصف الرحلة، مما يؤدي في بعض الأحيان إلى محو بيانات وجهتها تماما. يعتقد أن هذه السفن تتجه إلى ميناء طرطوس السوري، الذي يعد نقطة أساسية للوجود العسكري الروسي في المنطقة، ما قد يزيد عدد الوحدات الروسية المتجهة إلى سوريا إلى ست وحدات، تشمل سفينتين عسكريتين وأربع سفن مدنية، في إطار خطط الانسحاب الروسي من سوريا.
في سياق متصل، أكدت الاستخبارات العسكرية الأوكرانية أن هناك خططا لشحن بعض المعدات العسكرية والأسلحة من قاعدة طرطوس البحرية في سوريا إلى ليبيا. يشير التقرير إلى أن سفن الإنزال الروسية الكبيرة مثل “إيفان غرين” و”ألكسندر أوتراكوفسكي”، بالإضافة إلى سفينة الشحن “سبارتا”، تقوم حاليا بعبور البحر الأبيض المتوسط في اتجاه طرطوس، مع توقع وصولها في 5 يناير 2025. تحمل هذه السفن على متنها قائد هيئة الأركان الروسية، ما يبرز الأهمية الاستراتيجية لهذه التحركات.
من المتوقع أيضا أن تصل خلال الأيام المقبلة سفينتان إضافيتان، هما “سبارتا 2” وناقلة الوقود “إيفان سكوبيلف”، وهما مخصصتان لنقل الأسلحة والمعدات العسكرية من سوريا إلى ليبيا. بالإضافة إلى ذلك، يعتقد أن بعض مرتزقة الفيلق الإفريقي الروسي الذين كانوا متمركزين في قاعدة طرطوس قد بدأوا في التوجه إلى ليبيا، حيث من المتوقع أن يتم توزيعهم بين ليبيا وبوركينا فاسو والنيجر.
كما قامت موسكو بنقل بعض من معداتها العسكرية الثقيلة، مثل المدرعات وناقلات الجنود المدرعة، التي كانت متمركزة في سوريا، إلى أحد المطارات في منطقة فلاديمير أوبلاست الروسية، مما يعكس التغيرات في الاستراتيجية العسكرية الروسية في المنطقة.
يأتي ذلك في وقت حساس بالنسبة للوضع في سوريا، حيث يستمر النزاع والحضور العسكري الروسي في المنطقة. يبدو أن موسكو، رغم انسحاب جزئي، تواصل تعزيز وجودها العسكري في البحر الأبيض المتوسط وتوسيع نطاق تحركاتها إلى مناطق أخرى مثل ليبيا، مما يثير تساؤلات حول التوازنات الجيوسياسية في المنطقة.