انتقادات ترامب لسياسات الطاقة البريطانية
طالب الرئيس الأمريكي المنتخب منتقدا سياسات الطاقة التي تنتهجها بريطانيا بإعادة فتح حقل النفط والغاز في بحر الشمال وإغلاق مزارع الرياح.
وكتب دونالد ترامب في منشور على شبكته الاجتماعية “تروث ميديا”: “بريطانيا ترتكب خطأ كبيرا، افتحوا بحر الشمال وتخلصوا من توربينات الرياح”.
ويعد بحر الشمال الذي يقع شمال القارة الأوروبية أحد أقدم حقول النفط والغاز البحرية في العالم، والذي انخفض إنتاجه بشكل مطرد منذ بداية الألفية الجديدة، لكنه في الوقت نفسه أصبح واحدة من أكبر مراكز إنتاج طاقة الرياح البحرية في العالم.
وردا على تعليقات ترامب، قال متحدث باسم الحكومة البريطانية إن البلاد ستظل ملتزمة بانتقال عادل ومنظم وبناء في بحر الشمال بما يتماشى مع التزاماتها المناخية والقانونية.
ولطالما عارض ترامب المعروف بآرائه المناهضة لتغير المناخ مزارع الرياح، وحاول في عام 2015 دون جدوى إغلاق واحدة بالقرب من ملعب الجولف الفاخر الخاص به في اسكتلندا.
وفي منصبه الأخير، ذكر الرئيس المنتخب للولايات المتحدة أيضا تقريرا يفيد بأن شركة النفط والغاز الأمريكية “أباتشي كوربوريشن” تخطط للانسحاب من بحر الشمال بحلول نهاية عام 2029. وتتوقع الشركة أن ينخفض الإنتاج في بحر الشمال بنسبة 20% سنويا حتى عام 2025.
من جهة أخرى، وفرت الطاقات النظيفة أكثر من 30% من كهرباء العالم لأول مرة. ووعدت حكومة حزب العمال في بريطانيا بقيادة كير ستارمر الذي فاز في انتخابات العام الماضي بتطوير اقتصاد بريطانيا المنخفض الكربون، وتخطط الحكومة البريطانية لزيادة الطاقة الإنتاجية من طاقة الرياح البحرية إلى 60 جيجاوات بحلول عام 2030 لتحقيق جزء من أهداف خفض انبعاثات الكربون وتحسين جودة الهواء.
في أكتوبر/تشرين الأول، أعلنت حكومة المملكة المتحدة أنها ستزيد الضريبة الإضافية على منتجي النفط والغاز في بحر الشمال من 35% إلى 38% وتمدد الضريبة لمدة عام واحد. وتخطط لندن لاستخدام عائدات النفط والغاز لتمويل مشاريع الطاقة المتجددة.
وحذرت شركات النفط والغاز من أن ارتفاع معدلات الضرائب قد يؤدي إلى انخفاض الاستثمار، باعت بعض الشركات أصولها، وقامت شركات أخرى بتوحيد عملياتها وتتطلع إلى التنويع في مجالات أخرى.
وردا على تعليقات ترامب، قال متحدث باسم الحكومة البريطانية إن البلاد ستظل ملتزمة بانتقال عادل ومنظم وبناء في بحر الشمال بما يتماشى مع التزاماتها المناخية والقانونية. وأضاف المتحدث مشددا على تمسك البلاد بالتزاماتها المناخية: “يجب أن نستبدل اعتمادنا على أسواق الوقود الأحفوري غير المستقرة بالطاقة النظيفة المحلية التي تسيطر عليها المملكة المتحدة. هذه هي أفضل طريقة لدعم الناس في مواجهة تكاليف الطاقة وتعزيز استقلالنا في مجال الطاقة”.
غادرت شركات النفط بحر الشمال للتركيز على الحقول الجديدة، وانخفض إنتاج النفط من ذروته البالغة 44 مليون برميل من النفط يوميا في بداية الألفية إلى نحو 13 مليون برميل حاليا.
شهدت المملكة المتحدة ودول أوروبية أخرى تطورا كبيرا في مزارع الرياح البحرية، لكن النمو تباطأ بسبب ارتفاع التكاليف والمشاكل الفنية وقضايا سلسلة التوريد وارتفاع أسعار الفائدة.
ويعيد بعض المطورين التفكير في استثماراتهم أو يواجهون انخفاضا في قيمة العملة بسبب ارتفاع تكاليف بناء مزارع الرياح، والتي يمكن أن تكون على بعد أكثر من 100 كيلومتر من الشاطئ. في هذا الصدد، قامت شركة “أورستد” أكبر مطور لمزارع الرياح البحرية في العالم بتخفيض أهدافها الاستثمارية وقدرتها في العام الماضي.
بحلول عام 2030، تهدف المملكة المتحدة إلى إزالة الكربون من صناعة الكهرباء إلى حد كبير وتقليل اعتمادها على محطات الطاقة التي تعمل بالغاز وزيادة قدرتها على الطاقة المتجددة بسرعة.