مفاوضات تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس
تشير مصادر إسرائيلية مطلعة إلى أن المفاوضات الجارية بين حكومة بنيامين نتنياهو وحركة حماس بشأن صفقة تبادل الأسرى لا تزال تواجه صعوبات كبيرة مع استمرار الهوة العميقة بين الجانبين في عدة قضايا، رغم التفاؤل الذي بثته إسرائيل في البداية بشأن التوصل إلى اتفاق قريب. إلا أن الأمور لا تزال عالقة.
تصريحات وزيرة المواصلات ميري ريغيف
قالت وزيرة المواصلات ميري ريغيف: “لقد بذلنا كل الجهود الممكنة طوال الوقت لإعادة الأسرى، ومن أعاق ذلك هو حماس، وما دفعهم للتشدد هو المظاهرات هنا والحملة المسيئة ضد إسرائيل وحكومتها. يمكن النقاش والاختلاف وتوجيه النقد، ولكن ليس في قضايا حساسة كهذه”.
تفاصيل مفاوضات الدوحة
وفقا لصحيفة يديعوت أحرونوت، تشير الأوضاع إلى أن المرحلة الأولى من الصفقة التي كانت تعرف بالمرحلة الإنسانية، والتي تضمنت تبادل عدد محدود من الرهائن الفلسطينيين والإسرائيليين، لم تشهد أي تقدم يذكر. تؤكد الصحيفة أن المفاوضات لم تحقق أي توافق على التفاصيل الجوهرية، وأن المحادثات لا تزال متوقفة.
تسعى إسرائيل إلى إبرام صفقة جزئية تشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن الإسرائيليين مقابل عدد من الأسرى الفلسطينيين مع وقف إطلاق نار مؤقت يمتد لأسابيع قليلة. تهدف الحكومة الإسرائيلية إلى إتمام الصفقة بسرعة قبل عودة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
المواقف المتباينة بين الجانبين
من جانبها، تبدو حركة حماس غير مستعدة لقبول أي صفقة جزئية، إذ ترى أن الصفقة يجب أن تكون شاملة وتتناول جميع الأسرى في غزة بالإضافة إلى تفاصيل واضحة حول انسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع وإنهاء الحرب. وتؤكد حماس استعدادها للمرونة في التفاوض بشأن الجدول الزمني لكنها تصر على أن الصفقة يجب أن تشمل جميع المطالب الأساسية.
وفي الوقت نفسه، يشعر كبار المسؤولين الإسرائيليين بالقلق من أن الصفقة الجزئية قد تعرض حياة بقية الرهائن للخطر في حال فشلت الصفقة الأولى. ويؤكد مسؤولون أمنيون في إسرائيل أن الصفقة الجزئية قد تكون البداية لاتفاقات لاحقة أو قد تصبح الصفقة الوحيدة إذا لم يتم التوصل إلى حل شامل.
التحديات السياسية والأمنية
رغم الضغوط الدولية على إسرائيل وحماس للبحث عن حل سريع للأزمة، يواجه فريق المفاوضات الإسرائيلي تحديات كبيرة. يصر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على إجراء مفاوضات متعددة المراحل وتجنب مناقشة الملفات الحساسة المتعلقة بالانسحاب من غزة أو إنهاء الحرب في المرحلة الأولى.
كما أن إصرار إسرائيل على الحصول على قائمة مفصلة بأسماء الأسرى الأحياء قد تعثر المفاوضات، إذ تشير حماس إلى أن الوضع في غزة لا يسمح بتقديم هذه القوائم في الوقت الحالي مطالبين بوقف إطلاق نار لمدة أسبوع لتوفير الوقت لجمع البيانات اللازمة.
“أنا وأعضاء الحكومة من حزب الليكود سندعم الصفقة التي يقودها رئيس الوزراء نتنياهو، والتي ستعيد إخوتنا وأخواتنا من أسر حماس وتضمن أمن جنودنا – سيكون من الجيد أن يدعم جميع أعضاء الحكومة نتنياهو في هذه الصفقة المهمة – هذا واجبنا الأخلاقي، ولا توجد وصية أعظم من تحرير الأسرى.”
الظروف الإقليمية ودور الدول الوسيطة
أدت التغيرات في الظروف الإقليمية إلى تعزيز رغبة حركة حماس في التوصل إلى تسوية مما خلق نوعا من التفاؤل في المفاوضات في البداية. ومع ذلك، فإن المفاوضات ما تزال عالقة في نفس النقطة مما يهدد بتمديد الصراع وتأجيل أي اتفاق قابل للتنفيذ.
في النهاية، تبدو المفاوضات بين إسرائيل وحماس حول تبادل الأسرى معقدة للغاية مع وجود فجوة واسعة بين مواقف الجانبين، وبينما تسعى إسرائيل إلى إبرام صفقة جزئية، تبدو حماس عازمة على تحقيق صفقة شاملة تشمل جميع مطالبها الأساسية.