العواصف الثلجية القوية تؤثر على الولايات المتحدة
منذ مساء السبت 5 يناير 2024، بدأت العواصف الثلجية القوية تؤثر بشكل كبير على أجزاء واسعة من الولايات المتحدة، حيث حذرت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية من أن هذه العاصفة تعتبر واحدة من أقوى العواصف وأشدها تأثيرا على مدى العقدين الأخيرين، حيث ستستمر خلال يومي الأحد والاثنين، وتصل إلى أعلى مستويات قوتها في المناطق الشرقية من البلاد.
العاصفة تسير من الغرب إلى الشرق
وفقا للهيئة، فإن العاصفة ستكون واسعة النطاق، إذ ستمتد من وسط الولايات المتحدة حتى سواحل المحيط الأطلسي، مما سيؤثر على أكثر من 62 مليون شخص بحلول يوم الاثنين. تشمل المناطق المتأثرة هذه العاصفة، التي تمتد على مسافة تصل إلى 2400 كيلومتر، عدة ولايات من غرب كانساس وصولا إلى ولايات ميريلاند، ديلاوير، وفيرجينيا.
تساقط ثلوج كثيف ورياح شديدة
من المتوقع أن تشهد بعض مناطق الولايات، مثل نيويورك وبنسلفانيا، تساقطا كثيفا للثلوج قد يصل إلى 61 سم، وقد يتجاوز المتر في بعض الأماكن. كما أن الرياح الشديدة ستؤدي إلى زيادة خطورة الظروف المناخية، مما يفاقم تأثير هذه العاصفة على المجتمعات المحلية. في بعض المناطق، ستصل درجات الحرارة إلى 18 درجة مئوية تحت الصفر، مما يشكل تهديدا إضافيا على حياة السكان.
تعطل حركة السفر وتأثيرات على البنية التحتية
العاصفة تسببت في تعطيل حركة السفر في الولايات المتحدة، خاصة في المطارات. حيث أوقف مطار كانساس سيتي الدولي جميع الرحلات الجوية بسبب الجليد الكثيف، ولكن تم استئناف الرحلات بعد إزالة الجليد من مدارج الطائرات. من المتوقع أن تستمر تلك الاضطرابات في حركة النقل الجوي والطرق نتيجة لتساقط الثلوج بكثافة وانقطاع التيار الكهربائي في بعض الولايات.
حالة الطوارئ في عدة ولايات
استجابة لهذه العاصفة الشديدة، أعلن حكام ولايات كنتاكي وميسوري وفيرجينيا حالة الطوارئ، مطالبين المواطنين بتجنب السفر غير الضروري. كما حذر الخبراء من أن العواصف الثلجية قد تؤدي إلى تقليل الرؤية على الطرقات بشكل كبير، ما يجعل من القيادة خطرا بالغا في بعض المناطق.
تأثيرات تغير المناخ
يؤكد الخبراء أن هذه العواصف الشديدة أصبحت أكثر كثافة وتكرارا نتيجة لتغير المناخ الناجم عن الأنشطة البشرية. هذه الظواهر المناخية القاسية تزداد بشكل ملحوظ في العقود الأخيرة، مما يثير مخاوف بشأن تأثيراتها المستقبلية على الأمن الوطني والبنية التحتية في الولايات المتحدة.
العواصف السابقة وأضرارها
من الجدير بالذكر أن العواصف الثلجية السابقة، مثل “العاصفة القنبلة” التي ضربت الولايات المتحدة وكندا في بداية عام 2023، كان لها تأثيرات كبيرة على الحياة اليومية لملايين الأشخاص، حيث تسببت في خسائر مادية كبيرة وأضرار بشرية. كان لهذه العواصف أثر كبير على حوالي 200 مليون شخص في أمريكا الشمالية.
الاستعدادات المستقبلية
مع استمرار العواصف الشديدة والطقس القاسي، ينصح المسؤولون المواطنين في المناطق المتأثرة باتخاذ الاحتياطات اللازمة، بما في ذلك تجنب السفر غير الضروري، التأكد من توفر مصادر تدفئة بديلة في حالة انقطاع التيار الكهربائي، وتحضير المستلزمات الضرورية مثل الأدوية والطعام لفترات الطوارئ.
وبينما تواصل الولايات المتحدة مواجهة هذه التحديات المناخية القاسية، فإن تحليل العلماء يشير إلى ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة للحد من تأثيرات تغير المناخ والتقليل من حدوث هذه العواصف المدمرة في المستقبل.