التطورات العسكرية بين إسرائيل وإيران: تصاعد التوترات وتوجيه ضربة محتملة
تشير العديد من التقارير إلى اقتراب توجيه ضربة إسرائيلية أمريكية لمنشآت النووية الإيرانية قبيل أيام من تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب.
رفع حالة التأهب في الجيش الإسرائيلي
وفي خطوة مفاجئة، رفع رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، حالة التأهب في الجيش الإسرائيلي، تحسبا لعدة سيناريوهات محتملة تتعلق بإيران. وقد جاءت هذه الخطوة بعد مخاوف من أن تقوم طهران برد فعل “متهور” من خلال مهاجمة إسرائيل في أعقاب الضربات الأخيرة التي استهدفت أذرع إيران العسكرية في المنطقة.
هذه التطورات تثير تساؤلات حول ما إذا كانت إسرائيل والولايات المتحدة قد تقتربان من اتخاذ قرار بشن ضربة عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية في ظل التوترات المتزايدة.
الولايات المتحدة وإيران: خيارات عسكرية على الطاولة
بحسب تقرير نشره موقع “أكسيوس” الأمريكي، فإن الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، جو بايدن، ناقش قبل أسابيع مع مستشاريه خيارات عسكرية محتملة ضد إيران، خاصة إذا اقتربت طهران من امتلاك سلاح نووي. الاجتماع السري الذي عقد في البيت الأبيض كان قبل أسبوعين من تنصيب الرئيس المنتخب، دونالد ترامب، وناقش خلاله مستشار الأمن القومي الأمريكي، خيارات هجومية ضد إيران.
ومع ذلك، لم يمنح بايدن الضوء الأخضر لأي ضربة عسكرية، مشيرا إلى أنه لم يتخذ قرارا بشأن هذا الخيار، كما أكد أن الاجتماع لم يكن استجابة لمعلومات استخباراتية جديدة، بل كان قلقا من توريث صراع جديد للإدارة القادمة.
خطة إدارة ترامب ضد إيران
قبل أسبوعين من تولي دونالد ترامب منصبه في البيت الأبيض، كشفت صحيفة وول ستريت جورنال عن خطة الإدارة الجديدة لتشديد العقوبات ضد إيران، والتي تشمل فرض عقوبات إضافية بالإضافة إلى إمكانية تنفيذ هجمات عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية. حسب التقرير، يهدف فريق ترامب إلى تعزيز الضغط على إيران، ووقف دعم طهران للجماعات المسلحة في المنطقة، مثل حزب الله وحركة حماس، اللتين تشكلان تهديدا للأمن الإسرائيلي والأمريكي.
إيران في وضعية ضعيفة
أشارت وول ستريت جورنال إلى أن إيران تمر بمرحلة ضعف غير مسبوق في عام 2024، نتيجة لتقلص نفوذها في المنطقة بعد عدة أحداث هامة. ومن بين هذه الأحداث، الهجمات الإسرائيلية على حلفاء إيران في لبنان وغزة، بالإضافة إلى انهيار النظام السوري بقيادة بشار الأسد، الذي كان حليفا رئيسيا لطهران. كما تعرضت إيران لتدمير جزء كبير من أنظمة دفاعها الجوي في هجمات إسرائيلية، مما يقلل من قدرتها العسكرية بشكل كبير.
تصاعد الضغوط مع عودة ترامب
مع اقتراب عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، يتوقع أن تزداد الضغوط على إيران بشكل ملحوظ، حيث ستكون هناك احتمالية لزيادة العقوبات الاقتصادية والعسكرية ضدها. وفي محادثاته مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أعرب ترامب عن قلقه البالغ من أن إيران قد تحقق تقدما في برنامجها النووي خلال فترته الثانية في البيت الأبيض. ترامب أبدى دعمه لخطط منع طهران من الحصول على أسلحة نووية، وهو ما قد يتضمن اتخاذ إجراءات عسكرية مباشرة.
استراتيجية “الضغط الأقصى”
إدارة ترامب تخطط لتطوير استراتيجية أوسع تحت اسم “2 إلى صفر أقصى قدر من الضغط”، التي تهدف إلى زيادة العقوبات الاقتصادية بشكل أكبر على إيران، بالإضافة إلى إمكانية شن ضربات عسكرية إذا لزم الأمر. هذه الاستراتيجية تركز على وقف تمويل الجماعات المسلحة في الشرق الأوسط وتعطيل برنامج إيران النووي، في وقت يتفاقم فيه الوضع الداخلي الإيراني من ناحية اقتصادية واجتماعية.
التقارير الاستخباراتية والتهديد النووي الإيراني
تقارير استخباراتية تشير إلى أن إيران قد تكون على وشك امتلاك القدرة على إنتاج أسلحة نووية، ما يثير قلقا بالغا لدى إسرائيل والولايات المتحدة. في هذه الأثناء، كانت طهران تواصل تطوير منشآتها النووية، بينما كانت تزداد الهجمات الإسرائيلية على أهداف إيرانية في سوريا ولبنان، في إطار التصعيد العسكري المستمر.