تصريحات ماكرون حول البرنامج النووي الإيراني وآلية الزناد
أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم الإثنين أن البرنامج النووي الإيراني يقترب من نقطة اللاعودة مطالبا بتفعيل آلية الزناد آلية منصوص عليها في خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي الإيراني) التي تم توقيعها بين إيران والقوى العالمية الست. وحذر ماكرون في كلمة له أمام مجموعة من السفراء من المخاطر المتزايدة التي يمثلها هذا البرنامج على الاستقرار الإقليمي والدولي لافتا إلى أن فرنسا بحاجة إلى حوار استراتيجي مع إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب لمواجهة هذه الأزمة المتصاعدة.
آلية الزناد وإعادة العقوبات
في سياق متصل أضاف ماكرون أن القادة العالميين يجب أن يسألوا أنفسهم ما إذا كان ينبغي عليهم تفعيل آلية إعادة العقوبات ضد إيران قبل أكتوبر 2025. وتعد آلية الزناد آلية منصوص عليها في خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي الإيراني) التي تم توقيعها بين إيران والقوى العالمية الست. وتشمل هذه الآلية العودة الفورية والتلقائية لجميع العقوبات الدولية التي كانت مفروضة على إيران قبل توقيع الاتفاق.
وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231 الذي تم تبنيه قبل تسع سنوات، فإن أمام الدول الكبرى فرصة لتفعيل هذه الآلية حتى سبتمبر 2025 وهو موعد انتهاء الاتفاق النووي.
وتقول الدول الغربية إن البرنامج النووي الإيراني إذا كان هدفه المدني لا يحتاج إلى تخصيب اليورانيوم إلى مستوى 90% وهو ما يعزز الشكوك حول نوايا إيران في تطوير سلاح نووي، وفي المقابل ترفض إيران الاتهامات بأنها تسعى لاستخدام برنامجها النووي لأغراض عسكرية.
التحديات الاستراتيجية والأمنية
واصل الرئيس الفرنسي تصريحاته محذراً من أن إيران تمثل التحدي الاستراتيجي والأمني الرئيسي ليس فقط لفرنسا والأوروبيين ولكن للمنطقة والعالم أجمع. كما أشار ماكرون إلى تسريع إيران لبرنامجها النووي وهو ما يعزز المخاوف بشأن التوسع النووي في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى ذلك سلط الضوء على دعم إيران لحرب روسيا ضد أوكرانيا مما يزيد من تعقيد الوضع الأمني الدولي.
وقال ماكرون في خطابه إن إيران هي التحدي الاستراتيجي والأمني الرئيسي لفرنسا والأوروبيين والمنطقة بأكملها وخارجها. وتابع الرئيس الفرنسي أن هذا الموضوع سيكون من أولويات المحادثات مع إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب حيث تعد العلاقة بين فرنسا والولايات المتحدة محورية في التعامل مع الأزمة النووية الإيرانية.
رد إيران على الضغوط الدولية
في المقابل انتقد السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة أمير سعيد ما وصفه بـ آلية الزناد معتبراً أنها أصبحت أداة في أيدي الغرب للإساءة والتهديد وهددت إيران في حال تفعيل هذه الآلية بأنها سترد بـ رد حاسم ومتناسب مما يزيد من تعقيد الموقف ويضع المزيد من الضغط على المجتمع الدولي.
تخصيب اليورانيوم
في 17 ديسمبر أكدت الدول الأوروبية (فرنسا، بريطانيا، وألمانيا) في بيان مشترك أن الأشهر العشرة المقبلة ستكون حاسمة لاستقرار المنطقة ولإيجاد حل دبلوماسي للأزمة النووية الإيرانية. وأشار البيان إلى أن إيران قد بدأت في زيادة إنتاج اليورانيوم بنسبة تخصيب 60% وهي نسبة قريبة جداً من التخصيب المطلوب لإنتاج أسلحة نووية. هذا التصعيد يأتي في وقت حساس حيث سبق أن أصدر مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية قراراً في الأول من ديسمبر يظهر توبيخاً لإيران على تصرفاتها المتعلقة بالبرنامج النووي.
المراقبة الدولية وتزايد المخاوف
يستمر المجتمع الدولي في مراقبة تطورات البرنامج النووي الإيراني عن كثب في ظل التحديات المتزايدة التي يطرحها على الأمن الإقليمي والعالم. في الوقت الذي تتصاعد فيه المخاوف من اقتراب إيران من مرحلة النقطة اللاعودة، تبقى الساحة الدبلوماسية مفتوحة أمام الحلول السلمية لكن الوقت يداهم الجميع مما يزيد من تعقيد المواقف بين إيران والدول الكبرى.