تبرؤ أحرار هيئة تحرير الشام من الجولاني والسيناريوهات المستقبلية
بيان “أحرار هيئة تحرير الشام”
أعلنت “أحرار هيئة تحرير الشام” براءتها من أحمد الجولاني واتهمته بالانحراف عن المبادئ الإسلامية، في أول انقلاب على الجولاني بعد سيطرته على السلطة في سوريا وسقوط نظام بشار الأسد.
وأوضح بيان “أحرار هيئة تحرير الشام” أن أحمد الجولاني تخلى عن المبادئ الإسلامية بالتعاون مع جهات دولية لتحقيق مصالحه الشخصية على حساب مصلحة الأمة الإسلامية.
وأضاف البيان أن الجولاني قد تفرغ لتهميش مشروع الأمة الإسلامية وتبنى سياسات تضر بمصلحة “أهل الشام”، إلى جانب ارتكابه انتهاكات ضد المسلمين في المناطق المحررة. كما اتهم البيان الجولاني بتوجيهه لسياسات وصفها بـ “الهدامة” ودعا كافة الأطراف المعارضة إلى الوحدة والعمل المشترك لمواجهة هذه السياسات التي تهدد استقرار المنطقة.
وتضمن البيان رسالة تحذيرية لعناصر التنظيم الذين يدعمون الجولاني، مطالبا إياهم بالتراجع عن نهجه الذي وصفه البيان بالمخالف للإسلام.
سيناريوهات مستقبلية للجولاني و”تحرير الشام”
السيناريو 1: الانقسام الداخلي وتفكك الصفوف
في هذا السيناريو، يظهر البيان الذي أصدرته “أحرار هيئة تحرير الشام” انقساما حادا داخل صفوف التنظيم بعد تصاعد الخلافات بين قيادات الصف الأول، وهو ما يهدد مستقبل الجولاني في سلطة سوريا. هذه الخطوة تعتبر أول انقلاب على أحمد الجولاني بعد وصوله إلى السلطة، وتعكس تزايد الاحتجاجات الداخلية على سياساته التي تتناقض مع المبادئ الإسلامية.
قد تؤدي هذه الانقسامات إلى تقسيم الجولاني عن قادة آخرين، مما يساهم في ضعف قدرته على السيطرة على مناطق سيطرته ويقلل من نفوذه في سوريا. ويتساءل المجتمع الدولي إن كان هذا الانقسام سيؤدي إلى تغييرات في موازين القوى بين الجماعات المسلحة في المنطقة.
السيناريو 2: تصاعد الصراع على السلطة
يعتبر هذا السيناريو بداية لتصعيد أكبر في صراع السلطة داخل “هيئة تحرير الشام”، حيث يبدأ القادة العسكريون والدينيون الذين لا يؤيدون الجولاني في تشكيل تحالفات جديدة لتحدي حكمه. وقد تشهد الهيئة تمرد داخلي مع تصاعد التوترات بين الجولاني وأعضاء آخرين من “أحرار هيئة تحرير الشام”.
يتزامن هذا الصراع مع محاولات جديدة من القوى الغربية والإقليمية للضغط على الجولاني بهدف إضعاف سيطرته على الأرض. وقد يحدث نزاع داخلي شديد يؤدي إلى إضعاف النفوذ العسكري والسياسي للجولاني.
السيناريو 3: الانفصال السياسي والعودة إلى تنظيمات جهادية أصغر
في هذا السيناريو، قد يتسبب التبرؤ من الجولاني في انفصال “أحرار هيئة تحرير الشام” عن التنظيمات الجهادية الكبرى وتشكيل فصيل جديد ينتمي بشكل أكثر صراحة إلى المبادئ الإسلامية، ويرفض التعاون مع أي قوى دولية. قد يصبح هذا الفصيل قوة منافسة تسعى لاستقطاب الدعم من عناصر تنظيمية ترفض التقارب مع القوى الخارجية.
قد يتوجه الفصيل الجديد نحو تأكيد هويته الإسلامية بشكل أكثر تشددا، ويشكل قوة جديدة تهدد وجود الجولاني مع الوقت.
السيناريو 4: تعزيز سلطة الجولاني واحتواء الانقسام
قد ينجح الجولاني في احتواء الانقسامات الناتجة عن هذا البيان من خلال اتخاذ خطوات قوية للحفاظ على سلطته داخل الهيئة. في هذا السيناريو، يستخدم الجولاني نفوذه العسكري والسياسي لتوحيد صفوف التنظيم مجددا، ويعمل على إظهار هذا الانقسام كتحرك محدود أو تمرد بسيط من بعض العناصر.
قد يعتمد الجولاني على ردود فعل قاسية تجاه من يرفضون سلطته، بما في ذلك تصفية العناصر المتمردة أو إضعاف قوتهم العسكرية. يمكنه أيضا تعميق علاقاته مع حلفاء دوليين أو إقليميين للحفاظ على السلطة في سوريا.