وفاة الشيخ سارية الرفاعي
تفاصيل الوفاة
توفي الداعية السوري المعروف سارية الرفاعي يوم الإثنين الماضي بعد معاناة استمرت شهرين مع مرض أصابه إثر تعرضه لجلطة دماغية أدخلته إلى العناية المشددة، حيث دخل في غيبوبة خلال الأيام الأخيرة من حياته. ستقام صلاة الجنازة على الفقيد في جامع الفاتح بمدينة إسطنبول في تركيا، حيث استقر بعد مغادرته دمشق إلى مصر. سيتم نقل جثمانه لاحقاً ليوارى الثرى في مدينة دمشق التي غادرها مجبراً.
النشأة والمسيرة العلمية
وُلد الشيخ سارية الرفاعي في دمشق عام 1948 في أسرة دينية، وكان والده الداعية عبد الكريم الرفاعي مؤسس جماعة زيد التي تميزت بنشاطها الدعوي التربوي الخيري دون التورط في العمل السياسي. نشأ الرفاعي في بيئة علمية ودينية، حيث تتلمذ على يد كبار العلماء مثل والده، والشيخ أحمد البصروي، والشيخ نايف العباس، وغيرهم.
بعد إتمام دراسته الثانوية في دمشق، التحق الرفاعي بالأزهر الشريف في مصر حيث تخرج في كلية أصول الدين سنة 1977 وحصل على الماجستير في التفسير. كما واصل متابعة العلماء في دمشق، مثل الشيخ محمد أبي اليسر عابدين، الذي أخذ عنه الفقه الحنفي، وكذلك في مصر حيث تتلمذ على يد كبار علماء الأزهر.
المواقف السياسية والدعوية
اشتهر الشيخ سارية الرفاعي بمواقفه المناهضة لنظام الأسد، حيث كان أحد أبرز الداعمين للثورة السورية منذ انطلاقتها في 2011. دعا إلى وقف إطلاق النار على المتظاهرين، ووجه في مايو 2012 نداء لإضراب تجاري في دمشق احتجاجاً على مجزرة الحولة التي راح ضحيتها أكثر من 100 شخص. كما كان من أبرز الداعمين للمجتمع السوري المعارض في الخارج.
قبل عام 2011، كان الشيخ الرفاعي قد منع من ممارسة العمل الدعوي في سوريا، واضطر إلى مغادرة البلاد عدة مرات؛ أولاً إلى السعودية في ثمانينيات القرن الماضي بعد الأحداث ضد “الإخوان المسلمين”، ثم عاد إلى سوريا في عام 1993. ولكنه غادرها مرة أخرى في 2012 بسبب تهديدات أمنية، واتجه أولاً إلى مصر، ثم استقر في إسطنبول حيث قام بإعادة تفعيل “رابطة علماء الشام” التي كانت نشطة في الأعمال الإغاثية والدعوية. كما شارك في تأسيس “المجلس الإسلامي السوري” الذي يعد ممثلاً للعديد من العلماء السوريين المعارضين لنظام الأسد.
إرث الشيخ سارية الرفاعي
رحيل الشيخ سارية الرفاعي يمثل خسارة كبيرة للعالم الإسلامي والشعب السوري، الذي كان الرفاعي أحد أبرز علماءه المعارضين. ستستمر إرثه الدعوي والسياسي في التأثير على الأجيال القادمة من خلال مشاريعه الإغاثية والدعوية.










