في 24 أغسطس 2024، تم الإعلان عن الانتهاء من التخزين الخامس والأخير، والذي بلغ إجمالي حجمه 60 مليار متر مكعب عند منسوب 638 مترًا فوق سطح البحر، بالإضافة إلى تشغيل توربينين منذ عام 2022. لكن التوربينات توقفت جميعها بعد أيام قليلة من التشغيل، ثم عادت للعمل بشكل محدود في 24 ديسمبر 2024 باستخدام الإيراد الحالي عند سد النهضة، والذي يقدر بحوالي 30 مليون متر مكعب يوميًا، وهو حجم لا يكفي إلا لتشغيل التوربينات لبضع ساعات فقط.
النشاط الزلزالي في منطقة الأخدود الإثيوبي
منذ 21 ديسمبر 2024، بدأت المنطقة الواقعة في الأخدود الإثيوبي تشهد نشاطًا زلزاليًا غير مسبوق، حيث تم تسجيل 116 زلزالًا خلال 19 يومًا فقط، تراوحت قوتها بين 4.3 و5.8 درجة. آخر الزلازل المسجلة بلغت قوتها 5.3 درجة قبيل فجر اليوم. وتعتبر هذه الزلازل مؤشرًا على زيادة النشاط الجيولوجي في المنطقة.
النشاط البركاني في منطقة الأخدود الإثيوبي
في 3 يناير 2025، بدأ نشاط بركان “دوفن” في المنطقة المجاورة، حيث خرجت غازات وأبخرة وكتل صخرية من البركان، بالإضافة إلى اندفاع المياه والطين نتيجة لغليان المياه على أعماق تصل إلى 10 كم. يُعتقد أن جزءًا من هذه المياه قد يكون ناتجًا عن تسريبات من بحيرة سد النهضة عبر الأخدود الذي يربط بين بحيرة السد ومنطقة الأخدود الإثيوبي الرئيسي، مما يسبب زيادة الضغط وارتفاع درجات الحرارة. لكن هذه النظرية تحتاج إلى مزيد من الدراسات العلمية لتأكيد صحتها.
مخاوف من نشاط بركان فنتالي
بالإضافة إلى نشاط بركان دوفن، هناك مخاوف من زيادة النشاط البركاني في منطقة فنتالي التي تقع حولها عشرات الآلاف من السكان. قد يكون للنشاط البركاني في هذه المنطقة تأثير على سد النهضة، مما دفع السلطات الإثيوبية إلى إخلاء حوالي 80 ألف شخص في الأيام الأخيرة بسبب الخطر المحتمل.
التأثير الزلزالي على سد النهضة
على الرغم من أن الزلازل الحالية تتراوح قوتها بين 4.3 و5.8 درجة وتقع على مسافة 500-600 كم من سد النهضة، فإن تأثيرها على السد ليس كبيرًا إلا إذا تجاوزت قوتها 6.5 درجة. عادة ما يحدث مثل هذا النشاط الزلزالي في إثيوبيا بمعدل مرة كل 10 سنوات، خاصة إذا اقتربت مراكز الزلازل من سد النهضة كما حدث في 8 مايو 2023، حيث بلغ الزلزال قوة 4.4 درجة وكان على بعد 100 كم من السد، لكن كان التخزين في تلك الفترة حوالي 17 مليار متر مكعب فقط.
التحديات المستقبلية لسد النهضة
من المتوقع أن تزداد التحديات التي قد يواجهها سد النهضة في المستقبل، حيث أن زلازل نتيجة وزن البحيرة لم تبدأ بعد. قد يشكل التخزين الكبير في بحيرة السد خطرًا محتملًا على السد في حال حدوث نشاط زلزالي قوي بالقرب منه. ستحتاج إثيوبيا إلى متابعة الوضع الجيولوجي عن كثب واتخاذ التدابير اللازمة للتعامل مع هذه التحديات.
تستمر التطورات المتعلقة بسد النهضة في إثيوبيا في إثارة القلق، سواء من ناحية التحديات الفنية المتعلقة بتشغيل التوربينات والتخزين أو من خلال النشاط الجيولوجي المتزايد في المنطقة. إن متابعة النشاط الزلزالي والبركاني في منطقة الأخدود الإثيوبي ستظل حاسمة لفهم تأثير هذه الظواهر على استقرار سد النهضة ومستقبل العمليات فيه.