الجيش السوداني يستعيد السيطرة على قرية الحاج عبد الله
في تطور ميداني هام، أعلن الجيش السوداني عن استعادته السيطرة على قرية “الحاج عبد الله” الاستراتيجية بولاية الجزيرة، وذلك بعد مواجهات عنيفة مع قوات الدعم السريع. يأتي هذا التقدم في إطار العمليات العسكرية الجارية لاستعادة المناطق التي سيطرت عليها المليشيا منذ اندلاع الاشتباكات في أبريل الماضي.
وذكرت مصادر عسكرية لـ”المنشر الاخباري” أن قوات الجيش تمكنت من تطويق “الحاج عبد الله” من عدة محاور، قبل أن تشن هجوماً واسعاً أسفر عن طرد قوات الدعم السريع من القرية. كما أظهرت مقاطع فيديو تم تداولها على نطاق واسع قوات الجيش وهي ترفع علم السودان فوق المباني الحكومية في القرية.
التقدم نحو قرى أخرى
ولم تتوقف قوات الجيش عند هذا الحد، بل واصلت تقدمها نحو الشمال، حيث تمكنت من السيطرة على قرية “مهلة” الواقعة على بعد 13 كيلومتراً غرب مدينة ود مدني. تشير التقارير إلى أن الجيش يسعى حالياً إلى تطويق مدينة الشكابة النور، وهي إحدى القواعد الخلفية الرئيسية لقوات الدعم السريع في المنطقة، بعد سيطرة قوات الجيش السوداني على الحاج عبد الله جنوب ولاية الجزيرة. تقدم الجيش إلى قرية الشكابة النور التي تمركزت فيها مليشيا الدعم السريع وتبعد قرابة 20 كيلو متراً من مدينة ود مدني.
وكشفت المصادر عن التقاء متحرك الجيش السوداني القادم من سنار، الذي سيطر على الحاج عبد الله، بمتحرك قادم من المناقل عند الجسر 57.
تدمير الجسر والضغوط على الدعم السريع
وفي 2 يناير الجاري، دمر الجيش السوداني جسراً في الحاج عبد الله لضمان عدم تسلل قوات الدعم السريع إلى قرى شمال المنطقة.
وقال الرائد في جهاز المخابرات العامة فتح العليم الشوبلي، إن الجيش كبد قوات الدعم السريع خسائر بشرية ومادية كبيرة في الحاج عبد الله مما أجبرها على الفرار.
وكشف عن تدمير 7 سيارات قتالية تدميراً كاملاً، وسيارة C8، وتعطيل راجمة 40 دليل، كما استلم أسلحة خفيفة، مشدداً على أن القوات تتقدم بثبات، مؤكداً أنها جاهزة لخوض المعركة الفاصلة لاستعادة ولاية الجزيرة.
المعارك في منطقة أم القرى
وفي السياق، قالت منصة أم القرى إن المنطقة الواقعة شرق ولاية الجزيرة تشهد معارك ضارية يخوضها الجيش وقوات درع السودان بقيادة أبو عاقلة كيكل ضد مليشيا الدعم السريع.
وأشارت إلى أن مليشيا الدعم السريع تمركزت وسط المدينة، فيما قصف الطيران الحربي تحركات الدعم القادمة من منطقة ود المهيدي. وأفادت بأن الجيش السوداني وحلفاءه هاجموا محلية أم القرى من عدة محاور، مما ساعد في تقدمهم وإرباك قوات الدعم السريع التي تدافع بشراسة خشية التعرض لهجوم مباغت من الطيران الحربي حال انسحابها من المدينة.
وسيطرت مليشيا الدعم السريع على محلية أم القرى في 7 ديسمبر المنصرم، بعد انسحاب الجيش الذي استعادها لعدة أيام. وهي منطقة تقع في سهل البطانة الذي يحاذي ولايات القضارف والخرطوم ونهر النيل.
أهمية استعادة “الحاج عبد الله”
تكتسب استعادة “الحاج عبد الله” أهمية استراتيجية كبيرة، حيث أنها تمثل بوابة لدخول مدينة ود مدني، عاصمة ولاية الجزيرة. كما أنها تقطع خطوط إمداد مهمة لمليشيا الدعم السريع في المنطقة.
رغم هذه التطورات الإيجابية، لا تزال المعارك مستمرة في مناطق أخرى من ولاية الجزيرة، وتواجه قوات الجيش تحديات كبيرة، خاصة في ظل امتلاك قوات الدعم السريع لأسلحة ثقيلة ودبابات.
يرى محللون عسكريون أن استعادة “الحاج عبد الله” تمثل نقطة تحول مهمة في المعارك الدائرة في ولاية الجزيرة، وأنها قد تعجل بانهيار قوات الدعم السريع في المنطقة.










