انتخاب جوزيف عون رئيسا للجمهورية اللبنانية
أدى قائد الجيش اللبناني جوزيف عون اليمين الدستورية رئيسا للجمهورية اللبنانية، ليخلف الرئيس السابق العماد ميشال عون الذي انتهت ولايته في 30 أكتوبر 2022. وقد حصل جوزيف عون على 99 صوتا من أصل 128 في الدورة الثانية للتصويت، خلال جلسة عقدها مجلس النواب اللبناني اليوم الخميس، بحضور جميع النواب.
ترجيح كفة جوزيف عون
برز اسم جوزيف عون كأكثر الشخصيات المرشحة للمنصب في الآونة الأخيرة، حيث حصل على دعم وتوافق من عدة أطراف دولية، من بينها الولايات المتحدة، المملكة العربية السعودية، وفرنسا. هذا الدعم الخارجي كان له دور بارز في تعزيز موقفه، وسط توافق داخلي وحراك سياسي استمر لأشهر عديدة.
تحديات دستورية
لكن رغم انتخابه، يحتاج جوزيف عون إلى تعديل دستوري ليتسلم منصب الرئيس، نظرا لأن الدستور اللبناني يمنع انتخاب موظفين ما زالوا يشغلون مناصب من الفئة الأولى، ويشترط مرور عامين على استقالتهم أو إحالتهم إلى التقاعد. ولذلك، سيكون أمام عون تحد دستوري قبل بدء مهامه الرئاسية بشكل رسمي.
من قائد للجيش إلى رئيس للجمهورية
ينحدر جوزيف عون من الطائفة المسيحية المارونية، التي يشترط العرف اللبناني أن يكون رئيس الجمهورية منها. ولد عون عام 1964 في بلدة العيشية جنوبي لبنان. حصل على إجازة في العلوم السياسية وشهادة في العلوم العسكرية بعد التحاقه بالكلية الحربية عام 1983، حيث تخرج فيها برتبة ملازم عام 1985.
ترقى عون في صفوف الجيش اللبناني عبر سنوات من الخدمة، إلى أن أصبح قائد الجيش في مارس 2017. خلال مسيرته العسكرية، قاد الجيش في معركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية في أغسطس 2017، والتي كانت تعتبر من أهم المواجهات في تاريخ الجيش اللبناني.
تحديات الجيش اللبناني خلال عهد جوزيف عون
خلال فترة قيادة جوزيف عون للجيش، شهد لبنان عدة أزمات اقتصادية كبيرة بدأت مع تدهور الوضع المالي عام 2019، وهو ما أثر بشكل ملحوظ على الجيش اللبناني. إذ خسرت العملة الوطنية اللبنانية جزءا كبيرا من قيمتها، مما دفع الجيش إلى الاعتماد على المساعدات الخارجية لتأمين رواتب العسكريين. هذه المساعدات شملت دعما من الولايات المتحدة الأمريكية، فرنسا، المملكة العربية السعودية، وقطر.
رغم تعرضه لانتقادات واسعة لقبول المساعدات الأمريكية، إلا أن عون دافع عن موقفه قائلا: “الشعب جاع… والعسكري أيضا يعاني ويجوع”، مشيرا إلى أن المساعدات كانت ضرورية للحفاظ على استقرار الجيش اللبناني في تلك الفترة الصعبة.
المرحلة المقبلة وتحديات الرئيس الجديد
يعتبر المجتمع الدولي جوزيف عون شخصية محورية في المرحلة القادمة للبنان، حيث يعول على دوره في الحفاظ على الاستقرار الداخلي وتحقيق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله. كما وصف الموفد الأمريكي إلى لبنان، آموس هوكشتاين، عون بأنه يمتلك “المواصفات المطلوبة” لقيادة لبنان في هذه المرحلة الحساسة.
مع انتخابه رئيسا، سيواجه جوزيف عون تحديات كبيرة، تتراوح بين القضايا الاقتصادية والسياسية الداخلية، إلى جانب الدور الأمني والإقليمي الذي سيتطلب منه إدارة العلاقات مع القوى الدولية والإقليمية، مع الحفاظ على استقرار لبنان في ظل التوترات في المنطقة.
ختاما
في الختام، يظل انتخاب جوزيف عون رئيسا للبنان نقطة فارقة في تاريخ البلاد، ويعكس تطلعات اللبنانيين لاستعادة الاستقرار والتعافي من الأزمات المتعددة التي تعيشها البلاد.










