وأعرب ترامب عن رغبته في استحواذ الولايات المتحدة على الجزيرة لأغراض الأمن القومي، مشيرا إلى موقعها الاستراتيجي ومواردها الطبيعية الغنية. وقال في تصريحات له، إن “الدنمارك يجب أن تتنازل عن جزيرة غرينلاند لحماية العالم الحر”.
تصريحات مايك والتز
وقد أضاف مايك والتز، الذي اختاره ترامب لمنصب مستشار الأمن القومي، في تصريحات له، أن السيطرة على جرينلاند تمثل أهمية كبرى للأمن القومي الأمريكي. أشار إلى أن “روسيا تسعى لأن تصبح الملك في القطب الشمالي، ولديها أكثر من 60 كاسحة جليد، بعضها نووي”، بينما امتلكت الولايات المتحدة اثنتين فقط، إحداهما اشتعلت فيها النيران.
أبرز ما جاء في تصريحات مايك والتز هو تأكيده على أن وجود الصين في الجزيرة الغنية بالموارد المعدنية والنفطية يشكل تهديدا للأمن الأمريكي، ما يعزز من ضرورة وجود أمريكي قوي في جرينلاند.
ردود الفعل العالمية
في وقت لاحق، انتقد الاتحاد الأوروبي تصريحات ترامب، واصفا إياها بـ”الافتراضات الغريبة”. وأشار المتحدثون باسم الاتحاد إلى أنه لا يمكن لأي دولة في العالم، مهما كانت قوتها، أن تهاجم حدود دولة أخرى سيادية. حيث أكد وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو أن الاتحاد الأوروبي “لن يسمح لأي دولة في العالم، أيا كانت، بمهاجمة حدودها السيادية”.
واعتبر المستشار الألماني أولاف شولتز تصريحات ترامب استفزازية، حيث شدد على أن مبدأ حرمة الحدود هو أساس النظام السلمي في القانون الدولي، وهو مبدأ ينطبق على جميع الدول دون استثناء. وأضاف أن “الحديث عن التعدي على حدود دولة سيادية يثير القلق في الأوساط الدولية”.
المواقف المختلفة تجاه تصريحات ترامب
في المقابل، وصف بعض المراقبين تصريحات ترامب بأنها تعكس ميلا نحو سياسة القوة في الساحة الدولية، مشيرين إلى ما يشهده العالم من تصاعد في النزاعات العسكرية والتوترات الإقليمية، خاصة في ضوء الانتهاكات الروسية للأراضي الأوكرانية.
من جهة أخرى، رأى البعض أن تصريحات ترامب لا تعكس توجهات الحكومة الأمريكية ككل، مشيرين إلى أن الولايات المتحدة لم تكن تعرف تاريخا إمبرياليا يتجه نحو احتلال الأراضي، ولكنها تهدف إلى حماية مصالحها الاستراتيجية.