حرائق كاليفورنيا وتأثيرها على لوس أنجلوس
تسببت حرائق كاليفورنيا في محيط مدينة لوس أنجلوس في حدوث كارثة بيئية وإنسانية كبيرة، حيث تم إجلاء نحو 100 ألف شخص من منازلهم نتيجة لهذه الحرائق المدمرة، بينما فقد ما لا يقل عن 5 أشخاص حياتهم في الأحداث المأساوية. وتعتبر هذه الحرائق هي الأكثر دمارًا في تاريخ لوس أنجلوس، حيث دمرت أكثر من 1000 مبنى وأثرت بشكل كبير على الحياة اليومية للمواطنين.
تنتشر الحرائق الآن عبر عدة مناطق في لوس أنجلوس، حيث تكافح فرق الإطفاء آلاف من رجال الإطفاء لمكافحة ما لا يقل عن ثلاثة حرائق غابات كبيرة منفصلة. تسببت الرياح القوية في اشتعال النيران بسرعة، مما جعل من الصعب السيطرة عليها. تظهر الصور من مواقع الحريق العديد من المنازل والسيارات التي تعرضت للاحتراق الكامل أو التدمير بسبب النيران، في حين اضطر البعض إلى ترك سياراتهم أثناء محاولتهم الفرار من الحريق.
في إطار التصدي لهذا التحدي الكبير، أعلنت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأمريكية، سابرينا سينغ، أن البنتاغون يعتزم إرسال 10 مروحيات بحرية للمساعدة في مكافحة حرائق الغابات في كاليفورنيا. الطائرات الهليكوبتر ستكون قادرة على حمل المياه لمكافحة الحرائق في جنوب كاليفورنيا. كما تضرر أكثر من 1.5 مليون شخص في جنوب كاليفورنيا بسبب انقطاع التيار الكهربائي الذي أثر على أكثر من 957 ألف عميل في مدينة لوس أنجلوس.
بسبب الحريق الهائل، قام الرئيس الأمريكي جو بايدن بتأجيل برنامج زياراته إلى إيطاليا، حيث كان من المقرر أن يحضر حدثًا دوليًا. بدلاً من ذلك، عاد إلى واشنطن ليتابع تطورات الحريق في كاليفورنيا. وفي يوم الأربعاء 8 يناير 2025، التقى بايدن مع عمال الإنقاذ في محطة الإطفاء في سانتا مونيكا واطلع على إحاطة من مسؤولي “كال فاير” حول تطورات الحريق في منطقة باليساديس. وأكد بايدن في بيانه تقديم الدعم الكامل من الحكومة الفيدرالية لمكافحة الحرائق.
كما أعلن البيت الأبيض عن إلغاء زيارة بايدن إلى إيطاليا بسبب الحاجة الملحة للتعامل مع الحرائق في كاليفورنيا. وفي وقت لاحق، وافق الرئيس على إعلان حالة الطوارئ الفيدرالية في الولاية، مما سيسهل تخصيص الميزانية والموارد اللازمة لمكافحة الحريق.
استجابة لطلب السلطات في كاليفورنيا، أرسلت ولاية أوريغون فرق الاستجابة للطوارئ للمساعدة في مكافحة الحرائق. ومع تزايد الأضرار، أصبح الوضع أكثر تعقيدًا، حيث أشار حاكم ولاية كاليفورنيا، جافين نيوسوم، إلى أن “عام النار” قد أصبح واقعًا في الولاية، مؤكدًا أن الحرائق لم تعد مجرد مشكلة موسمية، بل ظاهرة مستمرة على مدار العام.
على الرغم من الجهود الكبيرة لمكافحة الحرائق، تعرض حاكم ولاية كاليفورنيا جافين نيوسوم لانتقادات حادة من بعض السياسيين، بما في ذلك الرئيس الأمريكي المنتخب سابقًا، دونالد ترامب. واتهم ترامب نيوسوم بالفشل في اتخاذ التدابير اللازمة لتقليل مخاطر حرائق الغابات، بما في ذلك عدم تحسين إمدادات المياه في جنوب كاليفورنيا وعدم إزالة الأشجار الميتة والنباتات التي تحفز انتشار النيران. وفي هذا السياق، تم الإبلاغ عن جفاف بعض صنابير إطفاء الحرائق في الولاية، مما يعكس مشكلة كبيرة في إدارة الإطفاء وتوفير الموارد اللازمة.
تستمر ولاية كاليفورنيا في مواجهة أزمة حرائق مدمرة، حيث أثرت الحرائق بشكل كبير على السكان والمرافق الحيوية في لوس أنجلوس. ومع تصاعد التحديات، تبذل الحكومة الأمريكية جهودًا كبيرة لتقديم الدعم العسكري والموارد اللازمة لمكافحة الحرائق، بينما تواصل السلطات المحلية التنسيق مع فرق الاستجابة للطوارئ في محاولة للحد من الأضرار. في الوقت نفسه، تظل القضايا المتعلقة بإدارة المخاطر البيئية والموارد المالية تحت النقاش، حيث يطالب البعض باتخاذ تدابير أكثر فعالية لمواجهة هذه الكوارث في المستقبل.
Post Views: 36










