اتهام السفير الأمريكي للصين بتحالفاتها الاستراتيجية مع روسيا وإيران وكوريا الشمالية
اتهم السفير الأمريكي لدى الصين، نيكولاس بيرنز، الحكومة الصينية بالانحياز إلى “العوامل الفوضوية” في النظام الدولي، مشيرًا إلى العلاقات المستمرة التي تربط بكين بكل من روسيا، وإيران، وكوريا الشمالية. وتزامنت هذه التصريحات مع محاولات إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لحمل الصين على إعادة النظر في تحالفاتها الاستراتيجية في هذه المناطق الحساسة.
توريد المعدات العسكرية لروسيا
في إطار انتقاداته، كشف السفير بيرنز عن معلومات تفيد بأن حوالي 400 شركة صينية ما تزال تصدر منتجات مزدوجة الاستخدام إلى روسيا، وهي مواد يمكن استخدامها في كل من الأغراض المدنية والعسكرية. وأوضح السفير الأمريكي أن الصين تزود روسيا بنسبة 90% من الإلكترونيات الدقيقة المستخدمة في العمليات الحربية لروسيا ضد أوكرانيا. هذه الإمدادات تساهم في تعزيز قدرة الجيش الروسي، مما يزيد من تعقيد النزاع في أوكرانيا ويؤدي إلى تدهور العلاقات بين الولايات المتحدة والصين.
الصين وعلاقتها مع إيران وكوريا الشمالية
أضاف بيرنز أن الصين لا يمكنها الاستمرار في تبني “أكثر من جانب” في قضايا عالمية حساسة مثل العلاقات مع روسيا وإيران وكوريا الشمالية، وهي دول تعتبرها الولايات المتحدة جزءًا من محور الفوضى في النظام الدولي. وأكد السفير الأمريكي أن سياسة الصين تجاه هذه الدول لا تتماشى مع رغبتها في لعب دور قيادي في النظام العالمي، مثل الانضمام إلى الاتفاقيات الدولية كاتفاقية باريس بشأن تغير المناخ ومنظمة التجارة العالمية.
دور الصين في النفط الإيراني
أشار بيرنز إلى أن الصين هي الشريك الرئيسي في شراء النفط الإيراني، حيث ضاعفت وارداتها منه أربع مرات في عامين فقط، لتصبح مستورداً أساسيًا لأكثر من 90% من صادرات النفط الإيرانية. هذا يشكل ما يزيد عن 5% من إجمالي الاقتصاد الإيراني، ما يوفر مصادر تمويل هامة للنظام الإيراني. من خلال هذه العلاقات، يتهم النظام الصيني بتعزيز الأنشطة التي تعتبرها الولايات المتحدة تهديدًا للأمن الإقليمي والدولي، بما في ذلك دعم طهران لميليشيات الحوثي التي تستهدف السفن التجارية في البحر الأحمر.
المناشدات الصينية للتحرك ضد الحوثيين
فيما يخص اليمن، شدد بيرنز على أن الصين يجب أن تستخدم نفوذها على إيران للضغط على ميليشيات الحوثي المدعومة من طهران لوقف هجماتها على السفن التجارية في البحر الأحمر. هذا المطلب يعكس الحاجة إلى أن تقوم الصين بدور أكبر في تهدئة التوترات الإقليمية التي تؤثر بشكل كبير على الاقتصاد الدولي.
التقارب بين الصين وإيران
في الأسابيع الأخيرة، حاولت الصين تهدئة الوضع في الشرق الأوسط بعد تصاعد التوترات بين إيران وإسرائيل، حيث قامت بإرسال نائب رئيس الوزراء إلى طهران لبحث سبل تعزيز العلاقات بين البلدين. هذا التوجه يعكس استراتيجية الصين في تعزيز دورها في المنطقة، حتى في ظل الضغوط الأمريكية والدولية التي تزداد تجاه طهران.
التوترات المستمرة بين واشنطن وبكين
تستمر الولايات المتحدة في توجيه ضغوط متزايدة على الصين بخصوص مواقفها من روسيا وإيران وكوريا الشمالية. ويرى المسؤولون الأمريكيون أن دعم بكين لهذه الأنظمة يشكل تهديدًا للاستقرار الدولي. مع بقاء هذه القضايا على رأس أجندة المفاوضات بين الجانبين، يتوقع أن تستمر التوترات بين واشنطن وبكين في التصاعد مع مرور الوقت، ما سيزيد من تعقيد العلاقات بين القوى العظمى.