شهدت عدة مدن إيطالية تظاهرات عنيفة والتي نظمها نشطاء يحتجون على وفاة الشاب الإيطالي المصري رامي الجمل، البالغ من العمر 19 عاما والمقيم في ميلانو والذي توفي في 24 نوفمبر في حادث دراجة نارية أثناء مطاردته من قبل الشرطة.
احتجاجات عنيفة في مدن إيطاليا
واندلعت اشتباكات عنيفة بين المتظاهرين والشرطة في حي سان لورينزو في روما، حيث ألقى المحتجون قنابل ورقية وغاز مسيل للدموع على القوات الأمنية، فيما استخدمت الشرطة الهراوات لتفريق الحشود، احياء لذكرى رامي الجمل، الشاب الإيطالي المصري، والذي يطالب المتظاهرين بمعرفة نتائج التحقيقات ومحاسبة المتورطين.

ونظمت منظمة “العدالة والحقيقة” المناهضة للعنصرية الإيطالية مظاهرات أخرى في مدن مثل ميلانو وبولونيا وبريشيا احتجاجا على وفاة رامي الجمل.
وأسفرت الاشتباكات عن إصابة ثمانية من رجال الشرطة في روما، بينما تمت مهاجمة مركبات ومرافق أخرى من قبل المحتجين.
إضافة إلى روما، نظمت مدن أخرى مثل ميلانو وبولونيا وبريشيا احتجاجات مماثلة. وفي بولونيا، أسفرت المظاهرة عن تخريب الكنيس اليهودي، ما أثار ردود فعل غاضبة من المسؤولين المحليين.

كما أشارت التقارير إلى أن عددا من الأشخاص تم اعتقالهم في بولونيا بتهم الاعتداء على موظفين عموميين، حيث واجه اثنان من المحتجزين تهم مقاومة السلطات والاعتداء الجسيم. وكان هذا الحادث في بولونيا جزءا من سلسلة من الاحتجاجات التي شهدت أعمال عنف في مدن أخرى مثل تورينو.
ادانة ميلوني
أدان رئيس الوزراء جيورجيا ميلوني، يوم الأحد 12 يناير 2025، المظاهرة العنيفة التي جرت مساء السبت في روما والتي نظمها نشطاء يحتجون على وفاة الشاب الإيطالي المصري رامي الجمل.
وقال ميلوني ” ليس من الممكن استخدام المأساة لإضفاء الشرعية على العنف”، مشيفة نعلن “تضامننا مع الشرطة، مع تمنياتنا الطيبة للضباط الذين أصيبوا”.

وانتقد وزير الداخلية ماتيو بيانتيدوسي الاحتجاجات العنيفة في مذكرة، قائلا “يجب على الجميع إدانة مثل هذه الاعتداءات، دون تردد أو تمييز واضح”.
تصريحات رئيس مجلس الشيوخ الإيطالي
وأعرب رئيس مجلس الشيوخ الإيطالي إجنازيو لا روسا، يوم الأحد عن “إدانته الشديدة والكاملة لحوادث العنف الخطيرة للغاية التي وقعت في روما وبولونيا، حيث ألقى العديد من المجرمين قنابل ورقية على أحد أقسام الشرطة، وهاجموا مسؤولي إنفاذ القانون واعتدوا على كنيس يهودي”.

عمدة بولونيا، ماتيو ليبور، أبدى تضامنه مع الجالية اليهودية ورفض أي أعمال تخريبية، مشيرا إلى أن المظاهرة تحولت إلى “دمار فقط” ولم تكن حركة سلمية.
استمرار التحقيقات في مقتل رامي الجمل
وتأتي هذه المظاهرات في وقت يتم التحقيق في الحادث الذي وقع أثناء مطاردة الشرطة للسكوتر الذي كان يقوده رامي الجمل برفقة السائق التونسي فارس بوزيدي.

ووفقا للشرطة، بدأت المطاردة بعد أن مر السائقين بحاجز طريق، وانتهت الحادثة بتصادم في منطقة كورفيتو.
وقد تم التحقيق مع أحد الضباط المتورطين في المطاردة بتهمة القتل غير الطوعي على الطرق، في حين تتواصل التحقيقات في تهم أخرى تتعلق بإخفاء الأدلة.
إيطاليا تشهد توترات متزايدة بسبب العنف في الاحتجاجات، حيث يطالب البعض بتقديم المسؤولين عن الحادث الذي أودى بحياة رامي الجمل إلى العدالة، في حين يرى آخرون أن مثل هذه الاحتجاجات العنيفة تضر بالقضية التي يرغبون في تسليط الضوء عليها.