رفض خامنئي فكرة توريث منصب المرشد
أكدت صحيفة «طهران تايمز» المقربة من مكتب المرشد الإيراني، علي خامنئي، أن الأخير لا يزال يرفض فكرة تسمية أحد أبنائه لخلافته في منصب المرشد الأعلى لإيران.
وأضافت الصحيفة أن خامنئي لا يوافق على اختيار مجتبى خامنئي، نجل المرشد الثاني، ليخلفه في منصب المرشد. وأكدت أن هذا القرار سيحترمه مجلس خبراء القيادة، الذي يتألف من 88 رجل دين متنفذ، والذين يقومون بتعيين المرشد في حال تعذر على خامنئي ممارسة مهامه.
مجتبى خامنئي: من مرشح إلى محل تكهنات
تزايدت التكهنات حول مستقبل مجتبى خامنئي، الذي يعتبر من أبرز المرشحين لخلافة والده، حيث أثيرت تساؤلات عن توجيهاته المستقبلية في ضوء قراراته الأخيرة، مثل وقف تدريسه لفقه «الخارج»، وهو آخر مرحلة في الحوزة العلمية الشيعية.
وقد صرح مجتبى في تسجيل مصور أن قراره لا يتعلق بالقضايا السياسية، مشيرا إلى أنه جاء من دون استشارة والده. هذا التراجع المفاجئ أثار العديد من التكهنات حول نواياه السياسية، خصوصا بعد تصاعد الحديث عن توريث منصب المرشد.
احتجاجات وتوترات داخلية
تأتي هذه التطورات في وقت حساس لإيران، إذ يعاني النظام الإيراني من العديد من الضغوط، سواء من الداخل أو الخارج. حيث تعيش إيران في وضع سياسي واقتصادي حرج، مع تدهور العلاقات الإقليمية وفقدان العديد من حلفائها، مثل سوريا. إضافة إلى العقوبات الاقتصادية التي أثرت بشدة على الوضع المعيشي للمواطنين الإيرانيين، ما أسهم في إشعال الاحتجاجات الشعبية في السنوات الأخيرة.
في الوقت نفسه، تشير تقارير إلى أن مجتبى خامنئي لعب دورا بارزا في قمع الاحتجاجات التي شهدتها إيران في عام 2009، وهو ما قد يعقد مسألة تعيينه كخليفة للمرشد، في ظل القلق من ردود الفعل الشعبية ضد هذا التعيين.
اتهامات لتوريث السلطة
وفي سياق متصل، أدان العديد من الشخصيات الإصلاحية في إيران سياسة التوريث التي قد يسعى خامنئي الأب إلى إرسائها. ففي رسالة وجهها إلى خامنئي في عام 2018، طالب الزعيم الإصلاحي مهدي كروبي بوقف التوريث داخل النظام، مذكرا بإشكالية دعم مجتبى خامنئي للتيار الانقلابي خلال احتجاجات 2009.
تحديات بين التفاوض والتصعيد
تتزامن هذه التطورات مع تحديات إقليمية ودولية تواجهها إيران، حيث ينظر إلى الوضع الإيراني في ظل العقوبات الاقتصادية والضغط السياسي، خاصة مع تدهور الوضع في سوريا وفقدانها معظم حلفائها الإقليميين.