بدأت تركيا التخطيط للسيطرة على جزيرة أرواد السورية، المعروفة بـ جوهرة الساحل السوري، التي تتميز بموقع استراتيجي في البحر الابيض المتوسط والتي تقع على مسافة تقدر بثلاثة كيلومترات من ساحل محافظة طرطوس عبر الحصول عليها بحق انتفاع يحصل إلى 99 عاما، بما يشكل هدفا تركيا يدعمها في الحصول على غاز شرق المتوسط، وتهديد مباشر لمصر.
خطة تركيا للستيلاء على جزيرة أرواد
وذكرت وسائل إعلام تركية أن شركات تركية تسعى للاستحواذ على الجزيرة بدعوى أبدت عدة شركات إحياء جزيرة “أرواد” سياحيا عبر الاستثمار فيها بعدة مجالات سياحية.
وتنتشر خمسة جزر حول جزيرة أرواد تسمى بنات أرواد وهي: النمل، والحبيس، والمشار، والمخروط، وأبو علي.
وكشفت مصادر لموقع المنشر الاخباري، أن تركيا تسعى للحصول على موافقة سلطة الشرع بالحصول على جزيرة أرواد بحق انتفاع يحصل إلى 99 عاما.
لماذا تسعى تركيا للسيطرة على جزيرة أرواد
ولكن الموقع الاستراتيجي في الجزيرة يمنح تركيا سيطرة واسعة لمنطق شرق المتوسط الغنية بالغاز، في ظل سعي حكومة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الحصول على حصة في غاز شرق المتوسط.
اكتشافات الغاز الطبيعي في شرق المتوسط تجعل السيطرة على جزيرة أرواد أمرا مغريا لتركيا من الناحية الاقتصادية.
وأوضحت المصادر أن تركيا تسعى لتعزيز نفوذها في الساحل السوري وشرق المتوسط، خاصة في ظل التنافس مع دول أخرى مثل مصر وإسرائيل وقبرص.
ولفتت المصادر أن هناط خطة عسكرية لـدى تركيا بشان جزيرة أرواد بحيث تشكل قاعدة بحرية مهمة لتركيا، مما يعزز قدراتها البحرية في المنطقة، وخاصة في منطقة شرق المتوط وكذلك دعم قبرص التركية.
وقالت المصادر إن احياء العثمانية تشكل فيه جزيرة أرواد، حجر مهمة نظرا لان الجزيرة كانت واقعة تحت سيطرة الدولة العثمانية وكانت بمثابة قاعدة إنذار مبكر لإسطنبول.
واليوم بعد سقوط نظام بشار الأسد وتولى “تحرير الشام” بقيادة أحمد الشرع الجولاني الذي يعتبر رجل تركيا في دمشق، تسعى للسيطرة على الجزيرة.
تاريخ جزيرة أوراد من الحكم المصري إلى سلطة الشرع
يعود تاريخ جزيرة أرواد كانت تسمية “أرادوس” باليونانية أو “آراد” بالفينيقيةتعني “الملجأ” إلى أكثر من 5000 عام، مما يجعلها واحدة من أقدم الأماكن المأهولة بالسكان في العالم.
استوطن الجزيرة في البداية الفينيقيون، وهي حضارة بحرية معروفة بتجارتها البحرية وشبكاتها.
ولعبت أرواد دورا حاسما كمركز تجاري، حيث ربطت المدن الفينيقية صور وصيدا بثقافات البحر الأبيض المتوسط الأخرى.
كان الفينيقيون بحارة ماهرين وأنشأوا شبكة تجارية واسعة امتدت عبر البحر الأبيض المتوسط. وكانوا معروفين بإنتاجهم للصبغة الأرجوانية وتقنيات بناء السفن وخبرتهم الملاحية.
وأصبحت أرواد، بموقعها الاستراتيجي، مركزا للأنشطة التجارية، مما سمح للفينيقيين بتوسيع نفوذهم وإنشاء طرق تجارية مزدهرة.
وكانت جزيرة أرواد خضعت للحكم المصري في عهد الممالك المصرية القديمة والتي امدت إلى اليونان، وفي مماليك والأيوبين ومحمد علي.
كما أن موقع أرواد جعلها عرضة للغزوات على مدار تاريخها. فقد تغيرت ملكية الجزيرة عدة مرات، وشهدت حكم إمبراطوريات وحضارات مختلفة. فقد غزاها الآشوريون والبابليون والفرس والإغريق والرومان والبيزنطيون والصليبيون، والأيوبين والمماليك والعثمانيين وتحت سيطرة الدولة المصرية في عهد محمد علي، ثم الاحتلال الفرنسي لسوريا، واخير سوريا المستقلة وصول الى سلطة أحمد الشرع الجولاني، التي اعادت الشهية لتركيا لاعادة سيطرتها على الجزيرة.
مع بدء السلطة الجديدة في سوريا برئاسة هيئة تحرير الشام، التي تعتبر مقربة من تركيا، فإن تركيا تسعى لتعزيز نفوذها في المناطق السورية الساحلية.
وتعتبر جزيرة أرواد جزءًا مهما من هذه الجهود، حيث يمكن أن تكون نقطة انطلاق لمزيد من التحركات التركية في شرق البحر الأبيض المتوسط.
و تساهم هذه التحركات في تعزيز مكانة تركيا كقوة إقليمية في المنطقة، خصوصًا بعد التوترات الأخيرة حول حصة الغاز الطبيعي في البحر المتوسط.
مسار أرواد السياحي الثقافي
وفي يوليو 2024 أعلن وزير السياحة السوري محمد رامي مرتيني، عن إطلاق “مسار أرواد السياحي الثقافي”، بداية أغسطس القادم، كخطوة أولى لتطوير الجزيرة وتحسين واقعها التنموي والخدمي والسياحي.
ازدهرت الجزيرة في ظل الحكم اليوناني والروماني كمركز للتجارة والتبادل التجاري. وقد جعل موقع الجزيرة الاستراتيجي منها ميناء مهما يربط بين المناطق الشرقية والغربية للبحر الأبيض المتوسط. واشتهرت بأنشطتها البحرية وبناء السفن وتجارة السلع مثل المنسوجات والسيراميك والسلع الفاخرة.
واليوم، تحتفظ هذه الجزيرة الصغيرة بطابعها التاريخي الساحر. ويمكن الوصول إلى الجزيرة بسهولة بالقارب من طرطوس، ويمكن للزوار استكشاف شوارعها الضيقة المتعرجة ومبانيها القديمة وبقايا ماضيها. وتعد المستوطنة الرئيسية في الجزيرة، والتي تسمى أيضا أرواد، موطنا لعدد قليل من السكان وقوارب الصيد والمنازل التقليدية.
وقد حافظ السكان المحليون على أسلوب حياتهم التقليدي، وتوفر الجزيرة لمحة عن الثقافة الساحلية السورية الأصيلة.