العلاقات الاستراتيجية بين إيران وروسيا وتعزيز القدرات العسكرية
في سياق العلاقات الاستراتيجية المتنامية بين إيران وروسيا، كشف تقرير لصحيفة التايمز أن مسؤولين إيرانيين بارزين، بما في ذلك علي لاريجاني، مستشار علي خامنئي، قاموا مؤخرا بزيارة روسيا في رحلات سرية لتعزيز القدرات العسكرية والدفاعية لإيران، وخاصة في مجالات النووي والدفاع الجوي.
رحلات سرية إيرانية إلى موسكو
وفقا للتقرير، سافر علي لاريجاني إلى روسيا عدة مرات في الأشهر الأخيرة في رحلات جوية سرية، حيث عقد محادثات مع كبار المسؤولين الروس في محاولة للحصول على مساعدة موسكو لتطوير البرنامج النووي الإيراني، إلى جانب تعزيز أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية.
يعتبر لاريجاني من المقربين لخامنئي وله علاقات وثيقة مع النظام الإيراني، ما يعكس أهمية هذه الرحلات في تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين.
العلاقات العسكرية بين إيران وروسيا
التحركات الإيرانية الأخيرة تأتي في وقت حساس حيث تواجه إيران مشاكل اقتصادية متزايدة نتيجة للعقوبات الغربية، فضلا عن تدهور وضعها في منطقة الشرق الأوسط. ورغم مفاوضاتها مع الدول الأوروبية بشأن برنامجها النووي، إلا أن الاجتماعات السرية مع روسيا قد تثير قلق المجتمع الدولي حيال نوايا طهران، خاصة فيما يتعلق بتطوير أسلحة نووية.
وفقا لمصادر استخباراتية غربية، تسعى إيران للحصول على المزيد من الدعم من روسيا في المجالات النووية، بما في ذلك توفير الوقود النووي لمفاعلاتها النووية. بالإضافة إلى ذلك، يبدو أن العلاقة العسكرية بين البلدين تتعمق بشكل أكبر، حيث تشير التقارير إلى أن موسكو قد تجاوزت الخطوط الحمراء التقليدية في دعم البرنامج النووي الإيراني.
القلق الغربي
ومع تعميق العلاقة الاستراتيجية بين طهران وموسكو، يثير المسؤولون الغربيون قلقا متزايدا من احتمال تقديم روسيا المساعدة لتطوير الأسلحة النووية الإيرانية. وفقا للدكتور ويليام ألبيرك، المدير السابق لمنع الانتشار النووي في حلف شمال الأطلسي، فإن روسيا كانت في السابق جزءا من الإجماع الدولي الرافض لفكرة تحول إيران إلى قوة نووية.
ولكن مع تطور العلاقة بين إيران وروسيا، قد تكون موسكو مستعدة لتقديم الدعم الإيراني في بناء الأسلحة النووية، وخاصة بعدما بدأت إيران في توريد الطائرات بدون طيار إلى روسيا لاستخدامها في الحرب الأوكرانية.
تعزيز القوة العسكرية الإيرانية
في إطار تعزيز القوة العسكرية الإيرانية، سعت طهران أيضا للحصول على أحدث نسخة من مقاتلة “سوخوي 35” الروسية لتحسين قوة قواتها الجوية. كما أظهرت التقارير أن إيران طلبت مساعدة موسكو في إعادة بناء أنظمة الدفاع الجوي التي دمرتها إسرائيل في الهجمات الأخيرة.
علاوة على ذلك، أظهرت صحيفة التايمز أن إيران كانت تسعى للحصول على صواريخ وطائرات بدون طيار من روسيا لاستخدامها في حرب أوكرانيا، وهو ما أكده تقارير استخباراتية غربية، رغم نفي إيران المستمر لهذا التعاون العسكري.
تراجع إيران في الشرق الأوسط
تأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه إيران ضغوطا إقليمية، حيث أضعفت الهجمات الإسرائيلية الأخيرة الميليشيات الشيعية التابعة لحزب الله في لبنان. ومن المتوقع أن تؤدي هذه التحديات إلى مزيد من التعاون بين طهران وموسكو في مجالات التسليح والدعم اللوجستي لإعادة تسليح هذه الميليشيات.
وفي هذا السياق، أشار ويليام بيرنز، رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، إلى أن الوضع الإقليمي الصعب الذي تمر به إيران قد يدفعها إلى المشاركة في مفاوضات نووية “جادة”، الأمر الذي قد يكون له تأثير كبير على مستقبل البرنامج النووي الإيراني.