مصر مستعدة لاستضافة مؤتمر دولي لإعادة إعمار قطاع غزة
الإعلان عن استعداد مصر لاستضافة المؤتمر
أعلن وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، يوم الثلاثاء، أن بلاده مستعدة لاستضافة مؤتمر دولي لإعادة إعمار قطاع غزة، وذلك بعد التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار المرتقب. وأكد عبد العاطي على أهمية تحمل إسرائيل مسؤولياتها كسلطة احتلال والتعامل مع الوضع الإنساني الكارثي في القطاع، مطالبا بانسحاب القوات الإسرائيلية من جانب معبر رفح لضمان تدفق المساعدات الإنسانية.
تصريحات عبد العاطي في مؤتمر صحفي
وفي مؤتمر صحفي في القاهرة مع وزير خارجية لوكسمبورغ، زافيير بيتل، شدد عبد العاطي على أن الوقت قد حان لتوافر الإرادة السياسية من جميع الأطراف للتوصل إلى اتفاق شامل لوقف إطلاق النار في غزة. وأضاف: “مصر مستعدة، حالما تحين الظروف بعد وقف إطلاق النار في غزة، لاستضافة مؤتمر دولي لإعادة الإعمار في القطاع”.
وقد تلقى عبد العاطي، وفقا لبيان وزارة الخارجية المصرية، اتصالًا هاتفيًا من كبيرة منسقي الأمم المتحدة للشئون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة، سيجريد كاخ، حيث تم بحث التطورات الأخيرة في غزة وسبل التعامل مع الأزمة الإنسانية المتفاقمة في القطاع.
دعوة للنفاذ الآمن للمساعدات الإنسانية
أكد وزير الخارجية المصري على الموقف الثابت لبلاده بضرورة ضمان النفاذ الآمن والمستدام للمساعدات الإنسانية من كافة المعابر الحدودية. وأضاف أنه من الضروري عودة السلطة الوطنية الفلسطينية إلى قطاع غزة للقيام بواجباتها تجاه السكان المحليين، مشيرا إلى أن ذلك يشمل الإشراف على توزيع المساعدات وإدارة احتياجات المواطنين.
كما شدد عبد العاطي على ضرورة أن تتحمل إسرائيل مسؤولياتها كسلطة احتلال، معتبرا أن الوضع الإنساني في غزة يتطلب تحركًا فوريًا للتخفيف من معاناة السكان. وفي هذا السياق، دعا إلى انسحاب إسرائيل من جانب معبر رفح لضمان دخول المساعدات الإنسانية بشكل مباشر وآمن إلى القطاع.
اتفاق وقف إطلاق النار شبه جاهز
من جهة أخرى، ذكرت مصادر فلسطينية أن اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في قطاع غزة أصبح “شبه جاهز”، مع تأكيدات على أن التوقيع عليه قد يتم قبل الجمعة المقبلة، إذا سارت الأمور كما هو متوقع. ووفقًا لوسائل إعلام عبرية، فقد تم إحراز تقدم كبير في المفاوضات التي يقودها الوسطاء (مصر وقطر والولايات المتحدة)، حيث أصبحت تفاصيل الاتفاق شبه مكتملة بنسبة 90%.
التعاون مع لوكسمبورغ في مجالات اقتصادية ودولية
وفي جانب آخر من المؤتمر الصحفي، أشاد الوزير عبد العاطي بالعلاقات الثنائية بين مصر ولوكسمبورغ، لافتا إلى نتائج جلسة التشاور السياسي الأولى بين البلدين في أبريل 2024. كما أكد على أهمية تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين، خصوصًا في مجالات الطاقة والمدن الذكية والاقتصاد الرقمي.
كما أكد وزير الخارجية المصري على دعم لوكسمبورغ لمصر في مؤسسات الاتحاد الأوروبي، مشيدًا بالقرار الأخير من المفوضية الأوروبية بصرف الشريحة الأولى من الحزمة المالية المقدمة لمصر والتي بلغت قيمتها مليار يورو. وأضاف أن مصر تتطلع إلى دعم لوكسمبورغ لضمان التصويت لصالح الشريحة الثانية من الحزمة المالية.
التطورات الإقليمية والأوضاع في سوريا والسودان وليبيا
تناولت المشاورات السياسية بين عبد العاطي وبيتل الأوضاع الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. حيث استعرض وزير الخارجية المصري الموقف المصري حيال الأوضاع في سوريا، مؤكدًا على ضرورة احترام السيادة السورية ووحدة وسلامة أراضيها، داعيًا إلى إطلاق عملية سياسية شاملة تحت قيادة سورية.
كما تناول الوزيران الأوضاع في السودان وليبيا، بالإضافة إلى القضايا المتعلقة بالأمن المائي المصري وأمن الملاحة في البحر الأحمر، مع التأكيد على أهمية استقرار منطقة القرن الإفريقي باعتبارها جزءًا مهمًا من الأمن القومي المصري.
تسعى مصر إلى لعب دور محوري في عملية إعادة الإعمار في غزة بعد وقف إطلاق النار، وتدعو إلى تعزيز التعاون الدولي في هذا الصدد. مع التأكيد على ضرورة أن تتحمل إسرائيل مسؤولياتها في التعامل مع الوضع الإنساني في غزة، تأمل مصر أن تسهم الجهود الدبلوماسية في تحسين الوضع في المنطقة وتوفير المساعدات الإنسانية بشكل فعال وسريع.