منشور إخباري: الوضع السياسي والأمني في العراق
في ظل الأوضاع السياسية والأمنية المعقدة التي يشهدها العراق، تبذل الحكومة العراقية جهودًا كبيرة لإقناع الحشد الشعبي، التي تتمتع بنفوذ قوي في العراق، بإلقاء أسلحتها والانضمام إلى القوات المسلحة العراقية.
هذه الميليشيات كانت قد شنت هجمات على القواعد الأمريكية في العراق، كما استهدفت إسرائيل بالصواريخ والطائرات بدون طيار في السنوات الأخيرة.
نزع سلاح الحشد الشعبي:
وقال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، في مقابلة مع وكالة رويترز للأنباء، إن الحكومة العراقية تحاول تحسين علاقاتها مع واشنطن وطهران في نفس الوقت الذي تتفاوض فيه مع هذه الميليشيات المدعومة من إيران.
وقد أشار حسين إلى أن وجود جماعات مسلحة خارج سيطرة الحكومة أصبح غير مقبول، وأعرب عن أمله في إقناع القادة العسكريين لهذه الميليشيات بالاندماج في الجيش العراقي.
وأضاف فؤاد حسين في المقابلة مع وكالة رويترز، وبينما أشار إلى أنه كان من المستحيل الحديث عن إلقاء الميليشيات سلاحها في العراق إلا قبل سنوات قليلة، قال إن وجود مجموعات مسلحة خارج سيطرة الحكومة لم يعد مقبولا ويأمل أن يتم إقناع قادة هذه الجماعات بإلقاء أسلحتهم والخضوع لمسؤولية الحكومة.
عودة ترامب والعلاقات مع إيران:
ويعود دونالد ترامب إلى السلطة، بينما شهدت العلاقات بين بغداد وواشنطن، خلال الفترة الأولى من رئاسته، توتراً في ذلك البلد، خاصة بعد مقتل قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني آنذاك.
غير أن وزير الخارجية العراقي أعرب عن أمله في أن تستمر “العلاقات الجيدة بين بغداد وواشنطن”. وأكد بالطبع أنه ما زال من السابق لأوانه الحديث عن السياسة التي قد ينتهجها ترامب تجاه العراق أو إيران.
وأعلن العراق، الذي يحاول اتباع مسار دبلوماسي مستقل، استعداده للمساعدة في هذه العملية إذا لزم الأمر لخفض التوتر بين واشنطن وطهران.
السعودية وإيران:
من جانب آخر، تعمل الحكومة العراقية على تعزيز دورها في الدبلوماسية الإقليمية، فقد أشار فؤاد حسين إلى أن العراق قام بوساطة ناجحة بين إيران والسعودية في عام 2023، والتي أسفرت عن تحسين العلاقات بين البلدين.
هذه الخطوات تمثل مساعي العراق للتوسط بين القوى الكبرى وتقليل التأثيرات السلبية للتوترات الإقليمية على أمنه الداخلي.
المستقبل السياسي في سوريا:
أحد القضايا الأخرى التي تشغل الحكومة العراقية هي الوضع في سوريا. الأزمة السورية وتهديدات الميليشيات السنية التي تديرها جماعات مسلحة قد تترك آثارًا خطيرة على استقرار العراق.
الحكومة العراقية قلقة من استمرار هذه الفوضى التي قد تؤدي إلى عودة ظهور تنظيم داعش في المنطقة. وقد أكد فؤاد حسين على ضرورة أن تمر سوريا بعملية سياسية شاملة تشمل جميع الأطراف والمكونات السورية، ليتمكن العراق من الاطمئنان إلى استقرار الجارة سوريا.
وأضاف أن بغداد مستعدة لإرسال الحبوب والنفط إلى هذا البلد حتى يتم التأكد من وصول المساعدات إلى كافة الشعب السوري. كما أعلن أن بغداد تتفاوض مع وزير الخارجية السوري بشأن رحلة إلى العراق.
وتابع فؤاد حسين: “نحن قلقون بشأن داعش، لذلك نحن على اتصال مع الجانب السوري لبحث هذه القضايا. لكن في النهاية، وجود سوريا مستقرة يعني مشاركة جميع الطبقات في العملية السياسية في هذا البلد”.