اتهام مكتب نتنياهو لحماس بتعديل اتفاق وقف إطلاق النار
اتهم مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، حركة حماس بالتراجع عن بعض بنود اتفاق وقف إطلاق النار الذي كان من المقرر أن يتم التوقيع عليه بعد مفاوضات مع الوسطاء.
جاء هذا الاتهام في بيان أصدره المتحدث باسم مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، حيث أشار إلى أن حماس تحاول “ابتزاز تنازلات في اللحظة الأخيرة” في محاولة لتعديل عناصر الاتفاق.
وأوضح البيان أن الحكومة الإسرائيلية قررت تأجيل اجتماعها المقرر صباح اليوم الخميس، والذي كان يهدف إلى الموافقة على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، حتى يتم تأكيد من الوسطاء بأن حماس قد قبلت جميع بنود الاتفاق.
وأضاف مكتب نتنياهو أن حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي لن تعقد اجتماعا إلا بعد أن تتلقى إبلاغا رسميا من الوسطاء يفيد بأن حماس قبلت كل عناصر الاتفاق.
وكان من المقرر أن يعقد مجلس الوزراء الإسرائيلي اجتماعه في الساعة 11 صباحا بالتوقيت المحلي لمناقشة الموافقة على الاتفاق الذي تم الإعلان عنه مساء الأربعاء.
وتنص المرحلة الأولى من الاتفاق على إطلاق سراح 33 رهينة مقابل إطلاق سراح عدد من السجناء الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
تفاصيل حول الاتفاق والاتهامات الإسرائيلية
بعد مرور أكثر من عام وثلاثة أشهر على بداية الحرب في غزة، بات المجتمع الدولي ينتظر توصل الطرفين إلى هدنة واتفاق لوقف إطلاق النار وتحرير الأسرى.
وقد أفادت مصادر صحفية، مثل صحيفة “وول ستريت جورنال”، أن زعيم حركة حماس في غزة، محمد السنوار، قد وافق من حيث المبدأ على بنود الصفقة.
وقد تم الإعلان عن التوصل إلى “مراحل نهائية” للاتفاق من قبل حماس، إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أجرى مؤخرا مؤتمرا عبر الهاتف مع فريق التفاوض في الدوحة، وأبلغهم بمحاولات حماس للانسحاب من الاتفاقات في اللحظات الأخيرة.
وتتمثل أحد أبرز القضايا المثيرة للجدل في الاتفاق في بند يمنح إسرائيل الحق في الفيتو على إطلاق سراح القتلة الذين يعتبرون “رموز لدى الحركة”.
وحماس تطالب بالكشف عن هوية المعتقلين في السجون الإسرائيلية، وهو ما اعتبرته الحكومة الإسرائيلية ابتزازا لحظة حاسمة في المفاوضات.
وأضاف بيان مكتب نتنياهو أن مديرية شؤون المختطفين في مكتب رئيس الوزراء أبلغت أهالي المختطفين بأن حماس قد أضافت مطالب جديدة تتعارض مع الاتفاق مع الوسطاء، وأنه حتى الآن لم يتم الانتهاء من تفاصيل الاتفاق.
وفي الوقت ذاته، لا يوجد إعلان رسمي حتى الآن حول نجاح المفاوضات أو انعقاد مجلس الوزراء.
التطورات العسكرية وتأثيرها على الاتفاق
على الصعيد العسكري، شن الجيش الإسرائيلي هجمات جوية على قطاع غزة خلال الليلة الماضية، مستهدفا العشرات من الأهداف الإرهابية التي كانت تستخدمها حركة حماس.
وفقا للبيان الصادر عن الجيش الإسرائيلي، تم استهداف مواقع في خان يونس ودير البلح، حيث تم تدمير حوالي 50 هدفا لحركة حماس. وتستمر هذه العمليات العسكرية في إطار محاولة إسرائيل منع أي محاولات من قبل حماس لتعزيز قوتها على الأرض.
من جهة أخرى، يشير الاتفاق المبدئي إلى أن وقف إطلاق النار سيبدأ يوم الأحد المقبل 19 يناير، بعد نحو ستة أسابيع من المفاوضات الشاقة. وفقا للاتفاق، سيتم سحب الجيش الإسرائيلي تدريجيا من وسط قطاع غزة، مع عودة الفلسطينيين إلى منازلهم في الشمال.
من الواضح أن هناك تحديات كبيرة في الطريق نحو إتمام الاتفاق، مع استمرار الاتهامات المتبادلة بين إسرائيل وحماس بشأن بنود الصفقة.
ووسط هذه الأجواء المشحونة، يبقى التساؤل قائما حول ما إذا كانت المفاوضات ستصل إلى حل نهائي يحفظ المصالح الإنسانية ويمنح الأمل في تحقيق السلام.