تصريحات جنرال إثيوبي تثير التوترات الإقليمية
في خطوة غير مسبوقة، أعلن جنرال في قوات الدفاع الوطنية الإثيوبية أن مصر وإريتريا هما “عدوان تاريخيان” بالنسبة لإثيوبيا، وذلك في تصريح علني يثير تساؤلات حول تطورات العلاقات بين هذه الدول في ظل حكم رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد.
ويعد هذا التصريح هو الأول من نوعه، حيث لم يسبق لأي مسؤول عسكري إثيوبي بهذا المستوى أن أطلق مثل هذا الاتهام ضد إريتريا ومصر بشكل علني.
واتهم الجنرال جبهة تحرير شعب تيغراي، التي كانت طرفًا رئيسيًا في النزاع العسكري الأخير في إثيوبيا، بارتكاب “خطأ كبير” عندما تخلت عن الوصول إلى ميناء عصب في إريتريا.
واعتبر الجنرال أن هذا القرار كان له تداعيات استراتيجية كبيرة على إثيوبيا، مشيرًا إلى أهمية الميناء في تعزيز القدرة الاقتصادية لإثيوبيا، خاصة في وقت حساس من تاريخها العسكري والاقتصادي.
تعد هذه التصريحات خطوة كبيرة في تصعيد التوترات بين إثيوبيا وإريتريا، اللتين شهدتا صراعات مسلحة في الماضي، بالإضافة إلى علاقات متوترة مع مصر بسبب الخلافات حول مشروع سد النهضة الإثيوبي.
ويبدو أن تصريحات الجنرال تعكس رؤية القيادة الإثيوبية الحالية، التي يقودها رئيس الوزراء آبي أحمد، في سياق تحولات استراتيجية قد تؤثر على السياسة الإقليمية في القرن الإفريقي.
منذ بداية النزاع في إقليم تيغراي في أواخر 2020، كان هناك العديد من الاتهامات المتبادلة بين إثيوبيا وجبهة تحرير شعب تيغراي بشأن دعم إريتريا لمعارضي الحكومة الإثيوبية، وهو ما يعكس تعقيد الوضع الإقليمي.
كما أن مصر كانت قد أعربت في وقت سابق عن قلقها من تأثير سد النهضة على حصتها في مياه النيل، وهو ما زاد من حدة التوترات الإقليمية.
تشير هذه التصريحات إلى تحول محتمل في السياسة الخارجية لإثيوبيا، حيث قد تزداد المواجهات مع إريتريا ومصر في المستقبل، خاصة في سياق النزاعات التاريخية والمصالح الاستراتيجية في منطقة القرن الإفريقي.