إضراب عمال شركة “تي آند سي جارمنت” للمطالبة بزيادة الرواتب
فشلت إدارة شركة “تي آند سي جارمنت” للملابس الجاهزة في العبور شرق العاصمة المصرية القاهرة في كسر الإضراب الذي بدأه عمالها منذ أسبوع. ورغم محاولات الإدارة تقسيم العمال وإجبارهم على العودة للعمل، تمسك العمال بمطالبهم المتعلقة بزيادة الرواتب والحوافز، مصرين على تحقيق حقوقهم التي اعتبروها ضرورية في ظل ارتفاع تكاليف المعيشة.
التهديدات بالفصل لن تثني العمال
وفي مواجهة التصعيد من قبل العمال، قررت الإدارة منحهم إجازة إجبارية مع الاستعانة بقوات الأمن المركزي لمنع أي تجمهر، إلا أن العمال أصروا على موقفهم. ورغم التهديدات بالفصل، أكد العمال على تمسكهم بحقهم في الحصول على أجور عادلة، ملوحين بتصعيد جديد في حال استمرار تجاهل مطالبهم.
مطالب العمال
وتتمثل أبرز مطالب العمال في زيادة سنوية بنسبة 50% على الرواتب، بالإضافة إلى رفع قيمة الحوافز وبدل الوجبة إلى 1000 جنيه لكل منهما. كما طالبوا بتطبيق الحد الأدنى للأجور كما ينص عليه القانون، والذي يجب أن يصل إلى 6000 جنيه، حيث أن متوسط أجورهم الحالية لا يتجاوز 4500 جنيه. كما شمل مطالبهم إيقاف الاستقطاعات التي تتجاوز 20% من الرواتب، وتحسين ظروف العمل في المغسلة.
خوف من تكرار سيناريو العام الماضي
يخشى عمال شركة “تي آند سي” أن يتكرر سيناريو العام الماضي، حيث تم إقرار زيادة سنوية بنسبة 25% فقط، رغم أن العمال في فرع الشركة بتركيا حصلوا على زيادة بنسبة 50%. وتعد هذه الزيادة الضئيلة بمثابة هاجس للعمال الذين طالبوا مرارا بتحقيق زيادة حقيقية تتماشى مع تكاليف المعيشة وارتفاع الأسعار.
خطوات تصعيدية جديدة
وفي خطوة تصعيدية جديدة، قرر العمال الاعتصام بمقر العمل حتى تحقيق مطالبهم، بعد أن كانوا يعودون إلى منازلهم بعد انتهاء مواعيد العمل في الرابعة مساء. ورغم تراجع الإدارة عن التفاوض، أصر العمال على المطالبة بحقوقهم كاملة.
التمسك بالحقوق في ظل الإهمال الإداري
ويأتي هذا الإضراب نتيجة للتجاهل المستمر من قبل إدارة الشركة، التي لم تلتفت إلى مطالب العمال وتفضيلها استخدام الضغوط الأمنية بدلا من التفاوض الجاد. وقد أكد رئيس الشركة، رجل الأعمال مجدي طلبة، أنه “زهق” من مطالب العمال، واتهم عناصر خارجية بتحريضهم على الإضراب، مؤكدا في الوقت نفسه أنه يفكر في الخروج من صناعة الملابس بسبب هذه الضغوط.
حوافز ضئيلة وسط مطالب متزايدة
من جانبهم، يطالب العمال بزيادة سنوية بنسبة 50% بدلا من الزيادة التي عرضتها الإدارة والتي تتراوح ما بين 17 إلى 20%. كما طالبوا برفع قيمة الحوافز وبدل الوجبة إلى 1000 جنيه، وهو ما يتماشى مع مطالبهم العادلة التي تراعي الظروف الاقتصادية الحالية.
تاريخ طويل من المطالب والاحتجاجات
كان عمال “تي آند سي” قد نظموا إضرابا مشابها في يناير 2024، مطالبين بزيادة الأجور بنسبة 50% بعد أن كانت أجورهم تتراوح حول 2500 جنيه. ورغم انتهاء الإضراب بعد إقرار زيادة بنسبة 25%، إلا أن العمال ظلوا يشعرون بأن هذه الزيادة غير كافية في ظل الأوضاع الاقتصادية الراهنة.
شركة “تي آند سي” في مهب الريح
تأسست شركة “تي آند سي جارمنت” في عام 2010 كمشروع مشترك بين مجموعة طلبة المصرية ومجموعة تاي التركية. وتختص الشركة في تصنيع ملابس الجينز الجاهزة لصالح العديد من العلامات التجارية العالمية، ويبلغ عدد عمالها في مصر نحو 6000 عامل، نصفهم تقريبا من النساء. ورغم نجاح الشركة في تصدير منتجاتها إلى الأسواق الأمريكية والأوروبية، يبلغ حجم استثمارات شركة تي اند سي عام 2024 في مصر أكثر من 60 مليون دولار وتتوقع الإدارة ارتفاعها إلى 100 مليون دولار بنهاية عام 2026، إلا أن حقوق العمال وتقدير أجورهم لا يزال يمثل أزمة قائمة، في ظل تحديات اقتصادية وسياسية مستمرة.
مستقبل غير مستقر في ظل التحديات الاقتصادية والسياسية
وبينما تكافح الشركة مع مشاكل العمال، تأتي تحديات أخرى مثل توقيع الشركة في اتفاقية “الكويز” التي تسمح للمنتجات المصرية بدخول الأسواق الأجنبية دون جمارك، شريطة احتواء المنتجات على نسبة من المكونات الإسرائيلية، ما يزيد من تعقيد المشهد في ظل احتدام الاحتجاجات العمالية.
تستمر إدارة الشركة في تجاهل مطالب العمال، مما يهدد بمزيد من التصعيد في الأيام المقبلة. وفي ظل التحديات الاقتصادية والتوترات في العلاقات بين العمال والإدارة، يبقى السؤال الأبرز: هل ستستجيب الشركة لمطالب العمال أم ستستمر في تجاهلها، مما قد يؤدي إلى تفاقم الأزمات داخل الشركة؟