انتهاكات ضد أبناء الطائفة المرشدية في الساحل السوري
في ظل التصعيد المستمر في سوريا، تعرض أبناء الطائفة المرشدية في عدة مناطق من الساحل السوري وريف حمص وحماة لانتقامات واسعة واعتداءات على يد عناصر هيئة تحرير الشام، التي تمثل سلطة أحمد الشرع الجولاني العسكرية في تلك المناطق.
وفقًا لمصادر محلية رصدتها المنشر الإخباري، شهدت تلك المناطق حملات قمعية ضد المواطنين من الطائفة المرشدية، شملت التصفية الجسدية والتعذيب والاعتقالات العشوائية.
حملة تصفية وقتل وتعذيب
في قرية مريمين الواقعة في ريف حمص، والتي يقطنها مرشديون وعلويون، اقتحمت قوات هيئة تحرير الشام منزل أحد المواطنين المرشديين حيث كانت توجد صورة مقدسة للطائفة المرشدية. وعندما طلب عناصر الهيئة من الشاب إزالة الصورة ودهسها، رفض الشاب ذلك مما أدى إلى مواجهات مع عناصر الهيئة.
ومع تصاعد التوتر، أطلق الجنود النار على أهالي القرية العزل، مما أسفر عن مقتل عدد من المدنيين وجرح آخرين. تم بعد ذلك جمع عدد من شباب القرية، وتعذيبهم باستخدام الأسواط، مع تسجيل 5 حالات قتل وجرح آخرين.
استهداف المدنيين في قرى فاحل والشنية
في قرية فاحل، استهدفت عناصر الهيئة أربعة مدنيين على الأقل، تم قتلهم ورمي جثثهم على طريق قرية الشنية. هذا الهجوم كان جزءًا من الحملة الطائفية الواسعة التي تنفذها قوات أحمد الجولاني في ريف حمص. كما تعرض عدد كبير من المدنيين للضرب والجلد وتم نقلهم إلى المستشفيات.
وكان من أبرز الأعمال الوحشية الاعتداء على المقامات الدينية للطائفة المرشدية، بما في ذلك استهداف مقام ديني في قرية الشنية باستخدام رصاص مضاد للطيران.
الاختطاف والاعتقالات العشوائية
إلى جانب التصفيات والقتل، شملت الحملة الأمنية اعتقالات عشوائية واسعة في قرى الشنية وفاحل ومريمين، حيث تم اختطاف عشرات الشباب والرجال من الطائفة المرشدية ولا يزال مصيرهم مجهولًا حتى الساعة. هذه الاعتقالات شملت أيضًا رجالًا كبارًا في العمر، الذين تعرضوا للإهانة والتعذيب.
احتجاجات في اللاذقية وريف حمص
شهدت القرى التي يسكنها أبناء الطائفة المرشدية موجة احتجاجات ضد الانتهاكات التي تعرض لها المواطنون في ريف حمص، حيث خرج العديد من المواطنين إلى الشوارع في اللاذقية للاحتجاج على الهجمات على قراهم ورموزهم الدينية.
مئات من أبناء الطائفة المرشدية خرجوا في احتجاجات في شارع بغداد في اللاذقية بالقرب من قيادة الشرطة، رافعين شعارات ضد الانتهاكات التي تعرض لها مواطنوهم في مريمين وقرى أخرى في ريف حمص. كما شهدت مناطق ريف حمص وريف حماة تظاهرات كبيرة احتجاجًا على التعدي على رموز الطائفة والمقابر وتصفية أربعة من أبنائها.
وردت سلطة أحمد الشرع الجولاني، في اللاذقية بالتعهد بمحاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات بهدف تحقيق السلم الأهلي في سوريا.
إحصائيات القتل والتصفية الطائفية
وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان، شهدت سوريا منذ بداية عام 2025 83 عملية تصفية طائفية، أسفرت عن مقتل 166 شخصًا، بينهم 115 شخصًا قتلوا بسبب انتمائهم الطائفي. من بين الضحايا، كان هناك 161 رجلًا و5 سيدات.
تعقيد الوضع الأمني والطائفي في سوريا
إن ما تعرض له أبناء الطائفة المرشدية في سوريا على يد عناصر هيئة تحرير الشام يمثل انتهاكًا خطيرًا لحقوق الإنسان، ويزيد من تعقيد الوضع الأمني والطائفي في البلاد. تحركات الهيئة العسكرية تحت قيادة أحمد الجولاني في الساحل السوري وريف حمص وحماة تسهم في إشعال فتيل الصراع الطائفي، مما يهدد بزيادة حدة العنف والتوترات في البلاد.
وقد بات من الضروري محاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات لتجنب مزيد من التصعيد والفوضى.