اعتقالات في ريف حمص بسبب الانتهاكات الأمنية
في خطوة مفاجئة، اعتقلت إدارة العمليات العسكرية في سوريا عشرات العناصر من الفصائل التي شاركت في العمليات الأمنية في ريف حمص، وذلك على خلفية سلسلة من الانتهاكات الجسيمة التي طالت المواطنين في القرى والبلدات الواقعة شمال وغرب حمص خلال الأيام الأخيرة. وجاءت هذه الاعتقالات بعد سلسلة من الجرائم والإعدامات الميدانية التي أسفرت عن مقتل 34 شخصًا في 72 ساعة، بالإضافة إلى إهانة العشرات من أبناء الأقلية العقائدية.
الانتهاكات والتصفية الميدانية
خلال الساعات الـ72 الماضية، تعرضت العديد من القرى والبلدات التي يقطنها مواطنون من الطوائف العلوية والشيعية والمرشدية في ريف حمص لعمليات انتقامية من قبل مجموعات مسلحة محلية، تعمل تحت إشراف إدارة العمليات العسكرية. وتشمل هذه الانتهاكات الاعتقالات العشوائية، والتعذيب والإهانة، بالإضافة إلى عمليات القتل الوحشية والإعدامات الميدانية.
وقالت مصادر في المرصد السوري لحقوق الإنسان إن هذه العمليات تُعد ردًا انتقاميًا من قبل مسلحين محليين ضد أبناء الأقلية العقائدية، استغلالًا لحالة الفوضى وانتشار السلاح في المنطقة، وبالتنسيق مع إدارة العمليات العسكرية.
تفاصيل الجرائم
خلال الفترة المذكورة، شهد ريف حمص العديد من الجرائم البشعة التي أسفرت عن مقتل 35 شخصًا. أبرز هذه الجرائم تشمل:
- 21 كانون الثاني: عُثر على جثة شاب في شارع الخراب ببساتين الوعر بحمص، وعليها آثار عيارات نافذة في الرأس ومنزوعة الأحشاء.
- 21 كانون الثاني: تم قتل شاب خلال حملة مداهمة لإدارة العمليات العسكرية في حمص، حيث أعلن لاحقًا عن عثور السلطات على جثته في بساتين الوعر، ولكن تبين أنه تم إعدامه ميدانيًا.
- 22 كانون الثاني: أُعدم 4 مواطنين بينهم رجل مسن برصاص مسلحين محليين خلال حملة أمنية في بلدة الغور الغربية بريف حمص الشمالي الغربي.
- 23 كانون الثاني: تم إعدام 4 أشخاص وإصابة 10 آخرين، واعتقال 5 آخرين في قريتي الغزيلة الغربية والحمام في ريف حمص الغربي.
- 23 كانون الثاني: عُثر على جثة شاب في مفرق قرية الغزيلة بعد أن تم اعتقاله من قبل مسلحين محليين.
- 23 كانون الثاني: تم إعدام شاب من قرية الغور ذبحًا، وُجدت جثته مقيد اليدين، وذلك بالتوازي مع تواجد عناصر من إدارة العمليات العسكرية في المنطقة.
- 23 كانون الثاني: في قرية تسنين بريف حمص الشمالي، قُتل مواطن برصاص مسلحين مجهولين بعد مداهمة منزله، بالإضافة إلى مقتل 7 أشخاص وإصابة آخرين في هجمات متفرقة في قرى أخرى.
إعدامات جماعية في قرية فاحل
أكبر العمليات شملت إعدام 13 شخصًا في قرية فاحل، حيث تعرضوا لإعدام ميداني على يد مسلحين محليين يرتدون الزي العسكري، بينما تم اعتقال 53 شخصًا آخرين، وسط مخاوف من تنفيذ إعدامات جماعية بحقهم في الأيام المقبلة.
دعوات لوقف الانتهاكات
من جانبه، دعا المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى تدخل فوري لوقف الانتهاكات المتزايدة في ريف حمص، مؤكدًا أن هذه الأعمال الوحشية لا تساعد في استقرار المنطقة، بل تزيد من معاناة المدنيين وتزيد من حالة الاحتقان الطائفي في المنطقة. وأكد المرصد على ضرورة احترام القانون الدولي الإنساني، والالتزام بحماية حياة المدنيين، واحترام حقوقهم الأساسية.
التحقيقات والمستقبل
مع تصاعد هذه الانتهاكات، تبقى الأنظار موجهة إلى التحقيقات التي ستجرى في عمليات الاعتقالات، ومن المتوقع أن تشمل الإجراءات القضائية محاكمة عدد من الفصائل العسكرية التي تورطت في هذه الانتهاكات.