فتح تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنقل سكان غزة إلى مصر والأردن العديد من التساؤلات عن استمرار المخطط الأمريكي الإسرائيلي بتهجر الفلسطينيين من القطاع والضفة الغربية في ظل لمتغيرات الجيوسياسية التي تشهدها المنطقة بعد سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، وسيطرة إسرائيل على أكثر من 60 كيلو مترا من الأراضي السورية في الجولان ودرعا والقنيطرة.
صفقة سرية لنقل فلسطينيين إلى جنوب سوريا.. ما دور الجولاني؟
وكشف مصدر سوري من النظام السابق لـ المنشر الاخباري أن عملية سقوط نظام بشار الأسد ووصول قائد تحرير الشام أحمد الشرع الجولاني إلى السلطة في دمشق، يأتي ضمن الخطط الموضوعة لإسرائيل الكبري، مضيفا أنه عملية إزاحة الأسد وسقوط الدولة السورية المركزية هي جزء من عملية أمريكية إسرائيلية كبري تشمل الشام وأجزاء من تركيا والعراق والأردن.
وأوضح أن بعد حرب الأيام الستة عام 1967، اقترح السياسي الإسرائيلي” ييجال ألون” خطة لإنشاء دولة درزية في سوريا تكون موالية لإسرائيل. كانت الفكرة تهدف إلى إقامة حزام أمنى يعزل إسرائيل عن الدول العربية المعادية.
تقسيم سوريا ودولة فلسطينية
وقال المصدر السوري إن ما نشره الصحفي الإسرائيلي إيدي كوهين بوجود دولة علوية في الساحل السوري تضم مناطق اللاذقية وطرطوس بالإضافة إلى لواء اسكندرون المحتل من قبل تركيا يشير أن الجولاني جاء بهدف إعادة رسم الخريطة السورية وأن ارتفاع معدل الانتهاكات والقتل على أساس طائفي ومذهبي وديني في سوريا هو يهدف إلى تسريع هذه المخطط من خلال رفع الأقليات الدينية أصواتهم بطلب الحماية الدولية.
المصدر السوري تحدث بصو ت مملوء بالحزن قائلا إن سوريا قبل 8 ديسمبر 2024 لن تكون سوري ما بعد هذا التاريخ، المخطط يتواصل “الجولاني” هو مقاول ينفذ هذا المخطط من أجل دويلة له في سوريا وأن القادم هو تقسيم سوريا.
الفلسطينيين في سوريا
وبالعودة إلى تصريحات ترامب حول تهجير سكان غزة، قال المصدر السوري إن هذا المخطط سيتم تنفيذه في نهاية المطاف في سوريا، عبر نقل سكان غزة من القطاع إلى الأراضي السورية، مشيرا أن القادم مرعب.
وأوضح أنه حتى آذار/مارس 2011، كان عدد اللاجئين الفلسطينيين في سوريا يزيد على 570 ألفا، قرابة 48 في المئة منهم عاشوا في المخيمات، والبقية داخل المجتمعات السورية، أو في تجمعات فلسطينية على أطراف المدن.
ويوجد في سوريا 12 مخيما للاجئين الفلسطينيين، تصنف (الأونروا) 9 منها رسمية، و3 غير رسمية، وعانى مخيم اليرموك، وهو أكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين بشكل خاص من الحرب الدائرة في سوريا، واضطر عشرات الآلاف من الفلسطينيين إلى مغادرة البلاد وطلب اللجوء في الدول الأوروبية.
وقال إن وضع الفلسطينيين في سوريا قبل 8 ديسمبر /كانون الأول 2024، كان لا فرق بين حقوق اللاجئ الفلسطيني وحقوق المواطن السوري، مضيفا أنه في حالة اللا دولة في سوريا ومطامع “الجولاني” في البقاء بالسلطة وتقديم كل القاربين إلى الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل.
وسيتم ستقطاع جزء من الأراضي السورية لإقامة دولة فلسطينية، وسيكون في البداية هو استقبال المهجرين كدافع “إنساني” و”ديني” يتم الترويج له من قبل وسائل الاعلام العربية والغربية بتجميل قبول الجولاني بهذا المقترح، وهو ما المخطط الذي كان سيتم تنفذيه في سيناء المصرية إبان حكم جماعة الإخوان، ولكن سقوط الجماعة، تحول المخطط إلى سوريا عبر “الجولاني”،وفقا المصدر السوري.
المصدر يضيف إن المخطط يشكل بناء على الظروف والأوضاع الأول وجود السوريين على الحدود مع الأردن في مناطق جنوب سوريا بين “الدولة الدرزية” المزمع اقامتها، و”الدول الكردية” المخطط لها، حتي مناطق تماس مع “دولة الجولاني” وأخيرا “الدولة العلوية ” في الساحل السوري.
إقليم حوران
سيتم احياء مخطط إقليم حوران القديم، محافظة درعا وريف دمشق والقنيطرة والسويداء ستكون القنيطرة والسويداء ضمن الدولة الدرزية وستكون أجزاء من درعا وحلب وصول إلى مناطق نفوذ”قسد” كجزء متوقع لتهجير الفلسطينيين إلى سوريا وإنشاء دولة فلسطينية أو دمج هذه الأراضي مع الأردن.
وللعائلة الهاشمية حضور كبير في إقليم حوران حيث كان من المشاركين في الثورة العربية الكبرى التي قادها الشريف الحسين بن علي بدعم من بريطانيا ضد الدولة العثمانية.
الفلسطينيون والأردنيين يدفعان ثمن خطة “صفقة القرن” وتطلعات دونالد ترامب، وأيضا جزء من التقارب السعودي الاسرائيلي مستقبلا بحيث تتحول الاردن الى دولة فلسطين البديلة. هذا الأردن قد يصبح بقرار أمريكي وصيا على الجنوب السوري اذا سمحت التطورات لواشنطن بتنفيذ مخططها الهادف الى تهجير الفلسطينيين إلى مناطق الجنوب السوري.
وفي يونيو/حزيران 2015 اكد ووزير الدولة لشؤون الإعلام المتحدث باسم الحكومة الأردنية، محمد المومني، أن المملكة ليس لديها أي توجه للتمدد خارج حدودها، وذلك تعليقا على عدة تقارير حول ضم أجزاء من العراق وسوريا إلى الأردن، وشدد في هذا الشأن على أن “الأردن يحترم سيادة الدول المجاورة، ويعمل على ترسيخ أمنها واستقرارها.”.
من جانبه علق المصدر السوري ان سوريا الأن دولة بلا سيادة إسرائيل حققت بعد 8 ديسمبر /كانون الأول 2024 ما عجزت عنه في 1967، واليوم الأردن ليس لديه القدرة على مقاومة الضغوط الأمريكية وسيكون جزء من مخطط وأيضا السعودية ستكون داعمه بتوسع المملكة الأردنية بعيدا عن الأراضي السعودية التي كانت أجزاء من السعودية تحت سيطرة الهاشميين قبل تأسيس السعودية بوضعها الحالي.
أما عن مصر فقال إن الإسرائيليين غير راغبين في تواجد الفلسطينيين على حدود تماس معهم في سيناء، وان وجودهم في سيناء يشكل خطر وتهديد دائم لهم على الجبهة الجنوبية.
كذلك ما زالت الدولة المصرية قوية رغم الظروف الاقتصادية التي تشهدا البلاد، بالإضافة إلى أن الشعب المصري رفض المخطط في زمن الإخوان وهو ما يرضه حاليا.
لذلك المخطط الأقرب إلى التنفيذ وقفا للظروف الحالية هي نقل الفلسطينيين إلى الجنوب السوري مع وجود دولة درزية عازلة بين الدولة اليهودية والدولة الفلسطينية أو الاندماج لاحقا بالمملكة الأرنية.
اختتم المصدر تصريحاته أن كل السيناريوهات متوقعة، ان في عهد ترامب كل الخطط ستنفذ لأن جاء بمخطط ان اوانها، وتنفيذ لوعوده بتوسيع حدود إسرائيل وهو صاحب قرار الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان السوري المحتل، واليوم قبيل وصول الى البيت الأبيض كانت إسرائيل حصلت على أكثر مما تتوقع بعد سقوط الدولة السورية.