ترامب يطرح خطة مثيرة للجدل لتطهير قطاع غزة ونقل الفلسطينيين
في خطوة مثيرة للجدل، طرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطة جديدة يوم السبت تهدف إلى “تطهير” قطاع غزة، قائلاً إنه يريد من مصر والأردن استقبال الفلسطينيين من القطاع كجزء من مساعيه لتحقيق السلام في الشرق الأوسط.
وجاء هذا التصريح خلال حديثه مع الصحافيين، حيث أكد أنه ناقش هذا الاقتراح مع ملك الأردن عبد الله الثاني، وذكر أنه سيتواصل مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بهذا الخصوص.
ترامب أشار إلى أن الخطة تتضمن نقل حوالي مليون ونصف مليون شخص من قطاع غزة، وهو أمر وصفه بأنه ضروري في ظل الوضع المدمر في القطاع. وقال في تصريحاته: “نتحدث عن مليون ونصف مليون شخص لتطهير المنطقة برمتها. كما تعلمون، على مر القرون، شهدت هذه المنطقة نزاعات عديدة. لا أعرف ولكن يجب أن يحصل أمر ما.” وأضاف أنه يفضل التعاون مع بعض الدول العربية لإيجاد أماكن جديدة للسكان الفلسطينيين حيث يمكنهم العيش بسلام بعيداً عن النزاعات المستمرة.
وقد أشار ترامب إلى أن نقل سكان غزة قد يكون “مؤقتاً أو طويلاً”، مشدداً على أن الوضع في القطاع مأساوي وأن “كل شيء مدمر والناس يموتون هناك”. واقترح بناء مساكن في مناطق أخرى من الشرق الأوسط حيث يمكن للسكان أن يعيشوا في بيئة أكثر استقراراً.
من جهة أخرى، كانت معظم تصريحات ترامب في هذا السياق تأتي في إطار تعليقه على الوضع الحالي في غزة، حيث تشهد المنطقة دماراً هائلًا بسبب الحرب التي اندلعت عقب هجوم حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023. وقد أسفرت هذه الحرب عن نزوح العديد من السكان الفلسطينيين، بينما تؤكد الأمم المتحدة أن إعادة الإعمار في غزة قد يستغرق سنوات.
ومن الجدير بالذكر أن فكرة نقل الفلسطينيين من غزة كانت دائماً مرفوضة من قبل الحكومات المصرية والأردنية، اللتين عبرتا في أكثر من مناسبة عن رفضهما لأي خطة تتضمن تغيير التركيبة السكانية في المنطقة. ولم تصدر أي تعليقات رسمية من الحكومتين المصرية والأردنية حتى الآن بشأن تصريحات ترامب.
في المقابل، لاقت تصريحات ترامب ردود فعل متباينة في إسرائيل. حيث رحب إيتمار بن غفير، وزير الأمن الداخلي السابق المعروف بمواقفه المتطرفة، بفكرة نقل سكان غزة إلى مصر والأردن. وكتب بن غفير على حسابه في وسائل التواصل الاجتماعي: “تهانينا للرئيس الأميركي ترمب على مبادرته بنقل سكان غزة إلى الأردن ومصر. ومن بين مطالبنا لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تشجيع الهجرة الطوعية، وعندما يطرح رئيس أكبر قوة في العالم هذه الفكرة بنفسه، فمن الحكمة أن تنفذها الحكومة الإسرائيلية ـ تشجيع الهجرة الآن!”
هذا التصريح يعكس الاتجاهات السياسية في إسرائيل التي تدعم فكرة الهجرة الطوعية للفلسطينيين، وهي فكرة تتفق مع رؤى بعض المسؤولين الإسرائيليين، ولكنها تظل مثار جدل في المنطقة. في الوقت نفسه، تسعى الحكومة الإسرائيلية إلى الضغط على حماس لاستئناف مفاوضات تبادل الأسرى، بينما تدفع مصر في الاتجاه ذاته من خلال جهود الوساطة.
يظل السؤال الرئيس هو ما إذا كانت دول مثل مصر والأردن ستقبل اقتراحات ترامب، والتي قد تشهد معارضة شديدة من المجتمع الدولي والأطراف المعنية بالسلام في الشرق الأوسط.