تطور جديد للصراع في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية
عبرت مجموعة التنمية لجنوب أفريقيا (سادك) عن قلقها العميق إزاء الهجوم الأخير على جنودها أثناء مشاركتهم في مهمة حفظ السلام في الكونغو. يأتي هذا الهجوم في وقت حساس، حيث تواصل حركة إم 23 المتمردة تقدمها نحو مدينة جوما، وهي العاصمة الإقليمية لمقاطعة شمال كيفو، في ظل اتهامات بأن رواندا تدعم هذه الحركة.
الهجوم على قوات حفظ السلام
في معركة عنيفة يوم الجمعة، قتل تسعة من أفراد قوات الدفاع الوطني لجنوب أفريقيا، بينهم أعضاء في بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة. كما أصيب العشرات من القوات التابعة لدول أخرى، بما في ذلك قوات من غواتيمالا وأوروغواي. تأتي هذه الخسائر في وقت تزداد فيه حدة التوترات بين جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا، حيث يتهم الكونغوليون جارتهم بدعم حركة إم 23، وهو ما تنفيه رواندا.
تقدم المتمردين وتداعياته الإنسانية
تستمر حركة إم 23 في فرض سيطرتها على مناطق واسعة في شرق الكونغو، ما أدى إلى تصاعد الأزمة الإنسانية في المنطقة. وفقا للأمم المتحدة، أدى هذا الصراع إلى مقتل الآلاف من المدنيين وأجبر الملايين على النزوح من منازلهم، خصوصا في مقاطعتي شمال وجنوب كيفو. الحركة المتمردة تهدد بشكل كبير استقرار المنطقة، في وقت تتزايد فيه القلق من تحول الصراع إلى حرب إقليمية أوسع.
الدور الرواندي في الأزمة
تتهم جمهورية الكونغو الديمقراطية رواندا بتقديم الدعم العسكري لحركة إم 23، وهو ما نفاه الرئيس الرواندي بول كاغامي. في هذا السياق، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن قلقه إزاء استئناف الأعمال العدائية في جمهورية الكونغو الديمقراطية، ودعا جميع الأطراف إلى احترام سيادة الكونغو والتوقف عن دعم الجماعات المسلحة.
دعم الأمم المتحدة لجهود السلام
من جانبها، تواصل الأمم المتحدة دعم جهود السلام في الكونغو، حيث أعرب غوتيريش عن دعمه للجهود التي يقودها الرئيس الأنغولي جواو لورينكو، الرامية إلى تهدئة التوترات بين جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا. كما أكدت بعثة منظمة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية على التزامها بحماية المدنيين وتنفيذ ولايتها في المنطقة.
المستقبل المجهول
في الوقت الذي تستمر فيه المعارك وتزداد فيها الخسائر البشرية، يظل مستقبل المنطقة غير واضح. الرئيس السابق لجنوب أفريقيا، تابو مبيكي، حذر من أن الحلول العسكرية لن تكون كافية لإنهاء الصراع، ودعا إلى حل سياسي شامل يضم جميع الأطراف المعنية. ومن المتوقع أن يظل الوضع في شرق الكونغو يمثل تهديدا مستمرا للأمن الإقليمي والدولي.










