حققت قوات الأمن في ولاية بونتلاند الصومالية انتصارات ميدانية كبيرة في إطار العملية العسكرية الشاملة التي أطلقوها مؤخراً والتي تحمل اسم “البرق”، والتي تستهدف جذور تنظيم داعش الصومال في المنطقة.
مكاسب عملية البرق
وشهدت الأيام القليلة الماضية سلسلة من العمليات النوعية التي نفذتها قوات بونتلاند في مناطق سيطرة التنظيم الإرهابي في شرق الولاية، حيث تمكنت من تحرير العديد من القرى الاستراتيجية في منطقة باري، والتي كانت بمثابة معاقل رئيسية لداعش.
وشكلت ضربة قوية لتنظيم داعش في المنطقة بعد مقتل العديد من مسلحيه، حيث تمكنت القوات المحلية من دحر عناصر التنظيم من مناطق حيوية.
قاعدة تورماسالي الإستراتيجية
وأظهرت التقارير أن العشرات من المسلحين الأجانب كانوا من بين القتلى، مما يشير إلى أن مقاتلي داعش من دول مثل إثيوبيا وتنزانيا وتونس والمغرب والجزائر قد تسللوا إلى بونتلاند كجزء من جهود التنظيم الإرهابي.
في مقطع فيديو انتشر على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ظهرت القوات المحلية تحتفل بعد تحرير إلداب، الذي كان يعد مركز قيادة رئيسيًا لتنظيم داعش بالقرب من تورماسالي في جبال كالميكاد.
ظهر الصور أدناه الانتصار التاريخي لقوات بونتلاند حيث سيطرت على قاعدة تورماسالي الإستراتيجية من
كانت هذه القاعدة الواقعة في جبال كال ميسكاد بمثابة مركز رئيسي لعمليات داعش، حيث كانت بمثابة موقع لتخزين الأسلحة والإمدادات ومرافق التدريب. وقد نفذت قوات بونتلاند المتخصصة عملية مخططة جيدًا، مما وجه ضربة قوية لأنشطة الجماعة في المنطقة.
هذا الإنجاز يمثل ضربة كبيرة للجماعة الإرهابية، إذ تم تدمير نقطة انطلاق هامة كانت تتيح لهم الوصول إلى الإمدادات الأساسية في منطقة باري.
وخلال اليومين الماضيين، قُتل ما لا يقل عن 13 مسلحًا من داعش أثناء توغل قوات بونتلاند في عمق مخابئ التنظيم في جبال كالميكاد، وهي المنطقة التي تعد بمثابة القاعدة الرئيسية للتنظيم في الصومال. كما كانت هذه المنطقة قد استقبلت في وقت سابق العديد من المقاتلين الأجانب.
وشهدت العملية، التي استمرت لأسابيع مع قتال عنيف، سيطرة قوات بونتلاند على المناطق الجبلية والنائية التي تحصن فيها مقاتلو داعش. تُظهر الصور واللقطات من المناطق التي تم استعادتها حديثًا الجنود وهم يعملون في قلب الجبال، مظهرين ثقة وعزيمة لا مثيل لهما.
تأثير العملية على داعش:
تعتبر هذه الانتصارات بمثابة ضربة قاصمة لتنظيم داعش في بونتلاند، حيث فقد التنظيم العديد من عناصره القيادية والمقاتلين، كما فقد سيطرته على مناطق حيوية كانت تمده باللوجستيات والدعم.
تكتسب هذه العملية أهمية استراتيجية كبيرة، حيث تساهم في تعزيز الأمن والاستقرار في ولاية بونتلاند، وتضعف من قدرة التنظيمات الإرهابية على تهديد المنطقة. كما أنها تؤكد عزم الحكومة الصومالية وحكومة ولاية بونتلاند على مواجهة التطرف والإرهاب بكل حزم وعزم.
يعتبر هذا الإنجاز نقطة فارقة في جهود بونتلاند لمكافحة الإرهاب، حيث تلقت القوات الدعم الكامل من المجتمعات المحلية والجمهور والقادة الإقليميين. وقال مسؤولون عسكريون إن العملية عززت التزام بونتلاند بالأمن والسلام الإقليميين.
قاعدة إلداب في جبال كالميكاد
تعتبر قاعدة إلداب في جبال كالميكاد نقطة محورية لعمليات داعش في الصومال، حيث كانت تستخدم كموقع لتخزين الأسلحة والإمدادات ومرافق للتدريب.
وقال مسؤولون إن العملية العسكرية التي نفذتها قوات بونتلاند كانت مخططة بشكل دقيق، مما وجه ضربة قاصمة لأنشطة التنظيم في المنطقة.
وفي تصريح له حول العملية، أكد سعيد عبد الله ديني، رئيس بونتلاند، أن الهدف من العملية هو تعزيز الاستقرار في الولاية التي تُعد واحدة من أكثر المناطق أمانًا في الصومال، مقارنة ببقية المناطق التي تواجه تهديدات من جماعات متطرفة مثل حركة الشباب.
وأضاف ديني أن هذه المكاسب تأتي في إطار جهود مستمرة للقضاء على التهديدات الإرهابية وضمان السلام والاستقرار في بونتلاند.
تعتبر هذه العملية خطوة كبيرة في الجهود الإقليمية لمكافحة الإرهاب، حيث تحتفل الحكومة والشعب المحلي بهذا الانتصار العسكري، مع التأكيد على التزامهم المستمر في محاربة التطرف وضمان الأمان لشعب بونتلاند والمناطق المحيطة.