تحول ملحوظ في اللهجة الأمريكية تجاه طالبان
أعلن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، يوم السبت، عن رصده لمكافأة مالية ضخمة مقابل رؤوس قادة طالبان، احتجاجًا على استمرار احتجاز أمريكيين في أفغانستان. جاء هذا التصريح بعد أيام من تبادل المعتقلين بين الحكومة الأمريكية وطالبان، في نهاية ولاية الرئيس الأمريكي جو بايدن.
تهديد برصد مكافأة ضخمة مقابل رؤوس قادة طالبان
تحدث روبيو عبر منصة “إكس” في أسلوب مباشر، معتمدا على أسلوب صارم يشبه أسلوب سلفه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب. حيث قال: “علمت للتو بأن طالبان تحتجز رهائن أمريكيين أكثر مما تم الإبلاغ عنه”. وأضاف: “إذا كان هذا صحيحًا، فيجب أن نضع على الفور مكافأة كبيرة جدًا مقابل رؤوس كبار قادتهم، ربما أكبر من تلك التي وضعناها مقابل بن لادن”.
هذا التصريح يعكس غضبًا متزايدًا في الولايات المتحدة بشأن قضية احتجاز المواطنين الأمريكيين في أفغانستان، ويعزز الضغوط على الحكومة الأمريكية للعمل بشكل أكثر قوة لردع طالبان عن استمرار هذه الممارسات.
السياق التاريخي للمكافآت الأمريكية
تذكر تصريحات روبيو بالمكافأة التي كانت قد رصدتها الولايات المتحدة سابقًا مقابل رأس أسامة بن لادن، زعيم تنظيم القاعدة، بعد هجمات 11 سبتمبر 2001. فقد عرضت الحكومة الأمريكية مكافأة قدرها 25 مليون دولار لمن يقبض على بن لادن أو يقتله، وهي المكافأة التي تم رفعها لاحقًا إلى 50 مليون دولار. ورغم مقتل بن لادن في عملية نفذتها القوات الأمريكية في باكستان عام 2011، إلا أنه لم تتم المطالبة بالمكافأة من قبل أحد.
معلومات غامضة عن الأمريكيين المحتجزين
على الرغم من التصريحات الحادة التي أدلى بها وزير الخارجية الأمريكي، لم يقدم روبيو تفاصيل دقيقة حول الأمريكيين الذين يعتقد أنهم محتجزون في أفغانستان. لكن تصريحاته تشير إلى التقارير التي تداولتها وسائل الإعلام حول وجود عدد أكبر من المواطنين الأمريكيين المفقودين في البلاد، دون أن تطالب الحكومة الأمريكية رسميًا بإطلاق سراحهم.
وكانت حكومة طالبان قد أعلنت هذا الأسبوع عن إطلاق سراح ريان كوربيت، الذي كان محتجزًا منذ عام 2022، وكذلك ويليام ماكينتي، الذي لم تكشف تفاصيل كثيرة حوله. في المقابل، سلمت الولايات المتحدة خان محمد، الذي كان قد اعتقل عام 2006 وأدين بتهمة “الإرهاب المرتبط بالمخدرات” وكان يقضي عقوبة السجن مدى الحياة في كاليفورنيا.
التوترات بين الولايات المتحدة وطالبان
يظهر هذا التبادل المستمر للمعتقلين والتصريحات الأمريكية المتشددة تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وحكومة طالبان، خاصة في ظل استمرار ملف احتجاز المواطنين الأمريكيين.
وتبدو المكافأة التي أعلن عنها روبيو محاولة للضغط على طالبان، حيث تسعى الولايات المتحدة إلى ضمان عودة مواطنيها المحتجزين في أفغانستان وتجنب أن تصبح البلاد ملاذًا للإرهابيين.
تصعيد في سياسة الولايات المتحدة تجاه طالبان
يبدو أن التصريحات الأخيرة من ماركو روبيو تمثل تصعيدًا في سياسة الولايات المتحدة تجاه طالبان، في محاولة لتسليط الضوء على قضية الاحتجاز غير المشروع للمواطنين الأمريكيين في أفغانستان. وعلى الرغم من غموض التفاصيل حول هؤلاء الأمريكيين المحتجزين، فإن هذه التحركات قد تزيد من حدة التوترات بين الطرفين، وتفتح بابًا جديدًا للتحديات السياسية والدبلوماسية.