انتهاء مهلة اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل
انتهت رسميا، الأحد، مهلة الـ60 يوما التي تم تحديدها في اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، والتي دخلت حيز التنفيذ في 27 نوفمبر. ومع انتهاء المهلة، شهدت المناطق الجنوبية من لبنان استمرارا في الاعتداءات الإسرائيلية على المدنيين اللبنانيين، لا سيما خلال محاولاتهم العودة إلى بلداتهم التي لا تزال تحت الاحتلال الإسرائيلي.
الحصيلة البشرية والاعتداءات
بحسب بيان صادر عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة اللبنانية، أسفرت الاعتداءات الإسرائيلية عن استشهاد خمسة عشر مواطنا لبنانيا، وذلك جراء إطلاق نار على المواطنين الذين كانوا في طريقهم للعودة إلى بلداتهم الجنوبية. وقد سقط الشهداء في مناطق مختلفة، مثل العديسة، ميس الجبل، مركبا. كما تم تسجيل أكثر من 22 جريحا في بلدة ميس الجبل نتيجة استهداف المدنيين بنيران الجيش الإسرائيلي، في حصيلة غير نهائية.
الوضع في بلدات الجنوب
في بلدة عيتا الشعب، تبين أن حجم الدمار فاق 98% من المنازل جراء العدوان الإسرائيلي المستمر. كما أفاد سكان البلدة بأن القصف وعمليات التفجير أدت إلى تسوية المنازل بالأرض، فيما كانت دوريات قوات الأمم المتحدة “اليونيفيل” تقوم بجولات في شوارع البلدة التي جرفها العدوان.
على صعيد متصل، شهدت بلدة ميس الجبل وقرى أخرى مثل كفركلا، وحولا، وعيترون، عمليات استهداف مستمرة من قبل القوات الإسرائيلية، ما أدى إلى سقوط المزيد من الضحايا والجرحى.
تحركات الجيش اللبناني
بعد انتهاء مهلة الـ60 يوما، دخل الجيش اللبناني إلى 18 قرية جنوبية كانت خالية من الوجود العسكري اللبناني سابقا، وذلك بالتزامن مع عودة الأهالي إلى بلدتهم. البلدات التي دخلها الجيش اللبناني تشمل مركبا، حولا، ميس الجبل، مارون الراس، وغيرها.
ردود الفعل اللبنانية والدولية
أكد الرئيس اللبناني، جوزاف عون، في بيان له، أن “سيادة لبنان ووحدة أراضيه غير قابلة للمساومة”، مشددا على أن لبنان يواصل متابعة قضية الجنوب على أعلى المستويات لضمان حقوق وكرامة سكان المنطقة. كما دعا عون الأهالي إلى ضبط النفس مع الحفاظ على الثقة بالقوات المسلحة اللبنانية.
من جانبه، أشار رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري إلى أن الضحايا والجرحى الذين سقطوا بسبب الرصاص الحي من الجنود الإسرائيليين يشكلون دليلا قاطعا على انتهاك إسرائيل لسيادة لبنان وخرقها لاتفاق وقف إطلاق النار. ودعا بري المجتمع الدولي للتحرك الفوري لإلزام إسرائيل بالانسحاب من الأراضي اللبنانية التي لا تزال تحتلها.
فيما دعا رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي الدول الراعية لاتفاق وقف إطلاق النار إلى تحمل مسؤولياتها في ردع العدوان الإسرائيلي وضمان تطبيق الاتفاق بشكل كامل.
ردود فعل المجتمع الدولي
أصدر قصر الإليزيه بيانا، داعيا الأطراف كافة إلى الوفاء بالتزاماتها في اتفاق وقف إطلاق النار. من جانبها، أكدت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان، جينين هينيس بلاسخارت، ورئيس بعثة “اليونيفيل” الجنرال أرولدو لاثارو، في بيان مشترك، أن المهلة المحددة لم تلتزم بها الأطراف بعد، مشيرين إلى أن الظروف ليست مهيئة بعد لعودة آمنة للمواطنين إلى مناطقهم.
تصعيد الموقف الإسرائيلي
فيما يتعلق بموقف إسرائيل، أفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية بأنها طلبت من الولايات المتحدة تأجيل انسحاب قواتها من جنوب لبنان لمدة 30 يوما، وهو ما دفع السلطات اللبنانية إلى مطالبة الأمم المتحدة ومراقبي الاتفاق بفرض الضغط على إسرائيل للامتثال لبنود الاتفاق.
الختام
انتهاء مهلة الـ60 يوما في اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل لم يوقف التصعيد الإسرائيلي في المناطق الجنوبية، بل أسفر عن استمرار الاعتداءات على المدنيين وتدمير المنازل، مما يعكس أن تطبيق بنود الاتفاق لم يتم بشكل كامل. هذا الوضع دفع المسؤولين اللبنانيين والدوليين إلى التدخل بشكل عاجل لحث إسرائيل على الالتزام بالقرار 1701 ووقف الانتهاكات، وسط تهديدات لبنانية بتصعيد الموقف في حال استمرار الخروقات الإسرائيلية.