شركة الذكاء الاصطناعي الصينية “ديب سيك” تهز أسواق التكنولوجيا العالمية
شركة الذكاء الاصطناعي الصينية الناشئة “ديب سيك” (DeepSeek)، هزت أسواق التكنولوجيا العالمية، حيث شهد سهم شركة “إنفيديا” العملاقة لتقنيات الرسوميات والذكاء الاصطناعي انخفاضاً حاداً غير مسبوق، بلغ 18% في يوم تداول واحد، محوياً قرابة 560 مليار دولار من قيمته السوقية.
ظهور منافس قوي: “ديب سيك”
وراء هذا التراجع المفاجئ، تبرز مخاوف المستثمرين من ظهور منافس قوي في مجال الذكاء الاصطناعي، ألا وهي الشركة الصينية الناشئة “ديب سيك”. تتميز هذه الشركة بتقديم حلول ذكاء اصطناعي تنافسية بتكلفة أقل، مما يهدد هيمنة “إنفيديا” على هذا السوق المزدهر.
هذا التراجع التاريخي يسلط الضوء على التنافس الشديد في عالم التكنولوجيا، وكيف يمكن لشركة ناشئة أن تهز أسس شركات عملاقة. كما يعكس المخاوف المتزايدة بشأن الاعتماد على شركات قليلة في تقنيات حيوية مثل الذكاء الاصطناعي.
أسباب التراجع:
تمحورت المخاوف حول الاستراتيجية التي تتبعها DeepSeek في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي منخفضة التكلفة، مما أثار قلق المستثمرين حول جدوى الإنفاق الكبير لشركات مثل Nvidia على تطوير أشباه الموصلات المتقدمة. قد يؤدي ذلك إلى تهديد نموذج الأعمال القائم على الرقائق عالية الأداء، التي تمثل المصدر الرئيسي للأرباح في Nvidia، وبخاصة مع ظهور تقنيات الذكاء الاصطناعي التي توازي، إن لم تتفوق، على تلك التي تنتجها الشركات الغربية، ولكن بتكاليف أقل.
شركة “ديب سيك” وتطوراتها:
الشركة الصينية DeepSeek، التي أسسها رئيس صندوق التحوط الكَمّي ليانغ وينفِنج، أطلقت النسخة الأحدث من نموذجها للذكاء الاصطناعي الأسبوع الماضي، ما جعلها منافسًا مباشرًا لتقنيات شركات مثل OpenAI و”ميتا بلاتفورمز”. المنتج الجديد الذي طوّرته DeepSeek أصبح يحتل مكانة بارزة في متجر “أبل”، مما عزز المخاوف بشأن احتمالية تغيّر ديناميكيات السوق بشكل جذري.
تأثير التراجع على الأسواق:
تأثر السوق بشكل كبير جراء هذا التراجع الحاد في سهم Nvidia، الذي كان له تأثير غير مباشر على المؤشرات الرئيسية مثل “إس آند بي 500” و”ناسداك 100″، حيث تسببت عمليات بيع أسهم Nvidia في تسجيل ثمانية من أكبر عشرة تراجعات يومية في “إس آند بي 500” من حيث القيمة السوقية. كما انخفض مؤشر “إس آند بي 500” بنسبة 2.3% في بداية التداولات، بينما تراجع “ناسداك 100” بنسبة 3.6% قبل أن يقلص خسائره.
مخاوف المستثمرين وتحديات جديدة:
تعد Nvidia المستفيد الأكبر من الزيادة الكبيرة في الإنفاق على تقنيات الذكاء الاصطناعي، إذ تعدّ الشركة الرائدة في تصميم أشباه الموصلات التي تعتمد عليها هذه التقنيات. ومع ذلك، يشير التراجع في سهم الشركة إلى أن المستثمرين بدأوا في التحفظ على الشركات التي لا تحقق عوائد كافية على استثماراتها في هذا المجال.
في المقابل، أعلنت “ميتا” عن خطط لزيادة نفقاتها على الذكاء الاصطناعي بنسبة 50% هذا العام، بما يعادل 65 مليار دولار، وهو ما أسهم في رفع أسهمها إلى مستويات قياسية. كما أعلنت “Open AI” و”سوفت بنك” و”أوراكل” عن مشروع مشترك لبناء مراكز بيانات ضخمة، ما يعكس استثمارًا ضخمًا في بنية الذكاء الاصطناعي التحتية في الولايات المتحدة.
تأثير التدابير الأمريكية:
في محاولة لعرقلة تقدم الصين في مجال الذكاء الاصطناعي، فرضت الولايات المتحدة قيودًا على تصدير تقنيات أشباه الموصلات المتقدمة إلى الصين. كما منعت مبيعات رقائق الذكاء الاصطناعي المتطورة من Nvidia إلى دول أخرى. ومع ذلك، يبدو أن المهندسين الصينيين قد تمكنوا من تجاوز هذه القيود عبر تطوير تقنيات تعتمد على الكفاءة العالية باستخدام موارد أقل.











