تفاصيل قضية تجسس جنود إسرائيليين لصالح إيران
في تطور جديد على صعيد الأمن الإسرائيلي، تم تقديم اثنين من جنود الاحتياط في الجيش الإسرائيلي إلى المحكمة لتمديد أمر الاعتقال بتهمة “الاتصال” مع عملاء المخابرات الإيرانية، و”تسريب معلومات” حساسة عن نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي “القبة الحديدية”. جاء هذا التطور بعد تحقيقات مكثفة من قبل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية التي أظهرت تواصل الجنديين مع عملاء للمخابرات الإيرانية عبر تطبيق “تليغرام”، في وقت حساس كانت فيه إسرائيل تخوض حربًا مع حركات مسلحة مدعومة من إيران في غزة ولبنان.
تفاصيل القضية
أحد الجنديين، الذي يبلغ من العمر 21 عامًا، كان يخدم في قوات نظام “القبة الحديدية”، وبدأ تعاونه مع المخابرات الإيرانية عبر تطبيق “تليغرام”. في مقابل تسريب معلومات حول كيفية عمل النظام الدفاعي وتفاصيل متعلقة بكيفية إطلاق صواريخ “القبة الحديدية”، حصل الجندي يوري إلياسبوف على 3500 دولار من العملة المشفرة، وقام بتصوير فيديو لنظام الدفاع في منزله.
وقد كشف التحقيق أن إلياسبوف شجع صديقه جورجي أدرييف على التعاون مع إيران مقابل “أموال سهلة”، وهو ما دفع أدرييف، الذي خدم في مجمع وزارة الدفاع في تل أبيب، إلى وضع ملصق يحمل عبارة “أطفال الروح” في شمال إسرائيل مقابل مبلغ 70 دولارًا فقط.
خطر التعاون في زمن الحرب
تبدأ هذه القضية عندما كانت إسرائيل في خضم حرب مع حركات مدعومة من إيران في غزة ولبنان، حيث كان دور “القبة الحديدية” محوريًا في الدفاع عن الشعب الإسرائيلي ضد الصواريخ. وفقًا للشرطة الإسرائيلية، فإن هذا التعاون مع المخابرات الإيرانية يعد خطيرًا للغاية، خاصة في زمن الحرب، حيث يمكن أن تصل العقوبات إلى السجن مدى الحياة أو حتى حكم بالإعدام. رغم ذلك، يُلاحظ أن تاريخ إسرائيل لا يشهد سوى حالة واحدة تم فيها إعدام شخص متورط في جرائم مشابهة، وهو النازي أدولف أيخمان.
التوسع في الشبكة التجسسية
القضية ليست الوحيدة من نوعها، حيث يُعتقد أن هذه الاعتقالات تندرج ضمن سلسلة من القضايا المتعلقة بالتجسس لصالح إيران، حيث تم القبض على أكثر من 30 مواطنًا إسرائيليًا في الأشهر الماضية بتهم مشابهة. ويأتي ذلك في إطار جهود إيران لتجنيد أفراد داخل إسرائيل عبر وسائل تكنولوجية مثل “تليغرام” والتواصل مع أشخاص عاديين لتنفيذ مهام تجسسية.
من بين هؤلاء المعتقلين، كان هناك مراهق يبلغ من العمر 16 عامًا، قال في اتصال مع الشرطة إنه تلقى عرضًا من إيران للعمل لصالحها، مما يعكس استمرار المحاولات الإيرانية لاختراق المجتمع الإسرائيلي في مختلف الأعمار والفئات.
ردود فعل محلية ودولية
وقد حذر مسؤولو الأمن الإسرائيليين الشعب من مغبة الاتصال مع عناصر أجنبية، مشددين على ضرورة التزام الحذر في التعامل مع الجهات الأجنبية التي قد تسعى لتجنيد الأفراد لأغراض تجسسية. وقالت ساريت بيريز، المحققة في قسم الأمن بالشرطة الإسرائيلية، إن أي شخص على اتصال بعناصر أجنبية يجب أن يوقف هذه الاتصالات فورًا.
تظل هذه القضية واحدة من القضايا الأمنية الكبيرة التي تكشف عن حجم التحديات التي تواجهها إسرائيل في مواجهة التهديدات الأمنية من إيران وامتداداتها في المنطقة، وسط تصاعد عمليات التجسس والتجنيد لصالح قوى خارجية.