وفد روسي رفيع المستوى يصل دمشق لإجراء مفاوضات مع الحكومة الجديدة في سوريا
في خطوة هامة، وصل وفد روسي رفيع المستوى إلى العاصمة السورية دمشق يوم الثلاثاء 9 بهمن، للمرة الأولى بعد الإطاحة بـ بشار الأسد، لإجراء مفاوضات مع الحكومة الجديدة في سوريا. وتأتي هذه الزيارة في وقت حساس، حيث تسعى موسكو إلى ضمان استمرارية وجود قواتها العسكرية في سوريا بعد رحيل الأسد، الذي كان قد استفاد من الدعم الروسي الكبير خلال سنوات حكمه.
تفاصيل الوفد الروسي
وبحسب وكالة تاس الروسية للأنباء، التي تديرها الدولة، ضم الوفد الروسي نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف والمبعوث الخاص للكرملين إلى سوريا ألكسندر لافرينتييف، الذين سيجريان محادثات مع المسؤولين في الحكومة السورية الجديدة. وكشفت مصادر سورية لوكالة رويترز أنه من المتوقع أن تتم المفاوضات خلال هذا الأسبوع.
الزيارة في وقت حساس
الزيارة تأتي في وقت حساس بالنسبة لروسيا، التي تأمل في الحفاظ على وجود عسكري قوي في سوريا بعد تغيير النظام في دمشق. ومن بين الأهداف الرئيسية لروسيا هو ضمان استمرار وجود قواتها في قواعدها العسكرية الهامة، وخاصة قاعدة حميميم الجوية في اللاذقية، والقاعدة البحرية في طرطوس.
وتسعى موسكو إلى تأمين مستقبل هذه القواعد الاستراتيجية على ساحل البحر الأبيض المتوسط، حيث كانت تستخدم قاعدة طرطوس بشكل أساسي كمحطة لنقل مقاوليها العسكريين إلى أفريقيا، بالإضافة إلى تلبية احتياجاتها العسكرية في صيانة المعدات البحرية. وقد شهدت العلاقات الروسية-السورية تقلبات بعد الإطاحة ببشار الأسد، إلا أن روسيا تأمل في الحفاظ على هذه المنشآت العسكرية الهامة.
التطورات الأخيرة
وفي تطور لاحق، قالت وكالة تاس إن الحكومة السورية الجديدة كانت قد ألغت مؤخراً عقداً مع الشركة الروسية لإدارة وتشغيل مرفأ طرطوس. وكانت اتفاقيات سابقة بين بشار الأسد وفلاديمير بوتين قد سمحت لروسيا باستخدام قاعدة حميميم الجوية لمدة 49 عامًا، مع إمكانية التمديد لمدة 25 عامًا أخرى. وقد أرسلت روسيا بشار الأسد إلى موسكو في وقت لاحق من هذا العام بعد سقوط حكمه في 8 ديسمبر/كانون الأول.
المساعي الروسية للحفاظ على النفوذ
مع هذه التطورات، تحاول روسيا الحفاظ على نفوذها في سوريا من خلال تعزيز علاقاتها مع حكام دمشق الجدد وضمان وجود عسكري مستمر في المنطقة، رغم التغيرات السياسية الكبيرة التي شهدتها البلاد بعد الإطاحة بالأسد.