تصريحات جديدة من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بشأن النزاع مع روسيا
تاريخ التصريحات: الثلاثاء 9 فبراير 2025
أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن كييف تعارض تمامًا “ضم” الأجزاء المحتلة من أراضيها إلى روسيا، وأشار إلى أن أوكرانيا بحاجة إلى ضمانات أمنية أوسع لمواجهة التحديات التي تفرضها الحرب المستمرة مع روسيا. في مقابلة له مع شبكة فوكس نيوز، طلب زيلينسكي من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الوقوف إلى جانب أوكرانيا ودعم “العدالة” في هذا النزاع.
زيلينسكي شدد على أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا يظهر خوفًا من أوروبا، وهو ما يزيد من أهمية دعم الولايات المتحدة لأوكرانيا في هذه الفترة الحرجة. بينما تعهد ترامب مرارًا بإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا بسرعة، أشار مستشاروه إلى أن التوصل إلى اتفاق قد يستغرق عدة أشهر. ترامب، على عكس الإدارة الأمريكية السابقة بقيادة جو بايدن، أبدى استعداده للتحدث مباشرة مع بوتين للوصول إلى حل. في المقابل، أعرب بوتين عن استعداد روسيا لإجراء محادثات سلام مع أوكرانيا، لكنه وصف إدارة زيلينسكي بأنها “غير شرعية” لعدم إجراء انتخابات رئاسية في البلاد.
وفي رد على تصريحات بوتين، اتهم زيلينسكي الرئيس الروسي “بخوفه من التفاوض” وأكد أن بوتين يعتمد على “الألعاب القذرة” لإطالة أمد الحرب. أضاف زيلينسكي أن أوكرانيا لا يمكنها قبول استمرار الاحتلال الروسي أو ضم الأراضي الأوكرانية.
التحديات الاقتصادية والمساعدات الأمريكية
مع التغيرات السياسية في الولايات المتحدة، أثار فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية آمالًا في التوصل إلى حل دبلوماسي سريع للصراع المستمر منذ ثلاث سنوات. إلا أن هذه الآمال تقابَل بمخاوف في كييف من إمكانية التوصل إلى “سلام سريع” قد يترتب عليه “ثمن باهظ” لأوكرانيا. منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، التزمت إدارة بايدن بتقديم مساعدات هائلة كي تدعم أوكرانيا، حيث تم تخصيص أكثر من 175 مليار دولار، منها أكثر من 60 مليار دولار من المساعدات الأمنية. ومع وصول ترامب إلى البيت الأبيض، يبقى مستقبل هذه المساعدات غامضًا، ومن غير الواضح ما إذا كانت ستستمر بنفس الوتيرة السابقة.
التغييرات في وزارة الدفاع الأوكرانية
على الصعيد الداخلي، كشف وزير الدفاع الأوكراني رستم عمروف عن إقالة نائب وزير الدفاع الأوكراني دميترو كليمينكوف بسبب “التأخير في شراء أسلحة كافية” لدعم الجهود الحربية. كما تم الإعلان عن إقالة مارينا بيزروكوفا، مديرة وكالة الإمداد والمعدات بوزارة الدفاع. هذه التغييرات تأتي في وقت حرج بالنسبة لأوكرانيا التي تواجه ضغوطًا متزايدة على جبهات القتال.
الضغوط الروسية على الخطوط الأمامية
من جهة أخرى، تشهد جبهات القتال على الحدود الأوكرانية الروسية ضغطًا متزايدًا من القوات الروسية. في عام 2024، استطاعت روسيا احتلال أكثر من 3600 كيلومتر مربع من الأراضي الأوكرانية. وفي الوقت نفسه، هناك تقارير متزايدة عن فرار الجنود الأوكرانيين من الخدمة بسبب طول مدة الخدمة وعدم وجود فرص للعودة إلى ديارهم.
نقل بطاريات باتريوت إلى بولندا
وفي تطور آخر، أفاد موقع أكسيوس الأمريكي أن الولايات المتحدة نقلت نحو 90 بطارية اعتراضية من طراز باتريوت من إسرائيل إلى بولندا، لتسليمها إلى أوكرانيا. هذه الخطوة تأتي في إطار تعزيز قدرة أوكرانيا على مواجهة الهجمات الروسية على بنيتها التحتية الحيوية. وفي حين أن إسرائيل قد أوقفت استخدام هذا النظام الدفاعي الأمريكي لصالح أنظمة دفاعية محلية، مثل القبة الحديدية، إلا أن الطلب الأوكراني على أنظمة باتريوت يظل كبيرًا في ظل التهديدات الروسية المستمرة.
تبقى الأزمة في أوكرانيا في تصاعد مستمر، مع استمرار الضغوط العسكرية والسياسية على جميع الأطراف. ومع عودة ترامب إلى الساحة السياسية في الولايات المتحدة، قد تشهد الساحة الدولية تحولات هامة في طريقة تعامل الدول مع الصراع الأوكراني الروسي، حيث يظل التساؤل قائمًا حول ما إذا كان يمكن التوصل إلى حل دبلوماسي يضمن للأوكرانيين حقوقهم دون دفع “ثمن باهظ”.