يعد محمد الجاسم الملقب بـ أبو عمشة قائد فصيل “السلطان سليمان شاه” أو “العمشات” الناشط شمال “حلب” والمعروف بطفل تركيا المدلل، والذي في حفل خطاب النصر وتنصيب أحمد الشرع الجولاني رئيسا لسوريا، ابرز قائدة الفصائل المسلحة السورية التي ارتكبت الجرائم بحق الشعب السوري .
ويعرف أبو عمشة أنه كان حرامي الدجاج والزيتون في عفرين ورأس العين بشمال شرق سوريا، قبيل تأسيس تنظيم مسلح والمشاركة في الحرب ضد الجيش السوري إبان نظام بشار الأسد والأكراد بدعم من المخابرات التركية.
وينشر المنشر الاخباري تاريخ محمد الجاسم الملقب بـ أبو عمشة قائد فصيل “السلطان سليمان شاه” أو “العمشات، من “حرامي” الدجاج والزيتون إلى قيادي في السلطة الجديدة في سوريا، بعد تنصب الشرع رئيسا لسوريا.
البداية
محمد الجاسم، المعروف بلقب “أبو عمشة”، هو قائد فصيل “السلطان سليمان شاه” أو “العمشات”، الذي يعد من أبرز الفصائل المسلحة في شمال سوريا، ويمتلك تاريخًا مثيرًا للجدل فيما يتعلق بالانتهاكات العسكرية والانخراط في الصراع السوري.
في هذا التقرير، سنتناول سيرة حياته، تحوله من سائق جرار إلى قائد فصيل مسلح، بالإضافة إلى التهم التي لاحقته حول انتهاكات حقوق الإنسان.
وُلد محمد الجاسم عام 1985 في بلدة عمرين التابعة لمدينة السقيلبية في ريف حماة الشمالي الغربي. ينحدر من الطائفة التركمانية السورية، وكان يعيش حياة بسيطة قبل اندلاع الثورة السورية.
قبل الثورة، كان يعمل سائقًا للجرارات الزراعية في المناطق الريفية، ولم يكن لديه انخراط واضح في السياسة أو القضايا العسكرية. ومع بداية الثورة السورية عام 2011، تحول الجاسم من شخص عادي إلى أحد القادة العسكريين البارزين.
التطور العسكري والصراع مع “جبهة النصرة”
مع اندلاع الثورة السورية، أسس الجاسم فصيل “لواء خط النار” في أواخر عام 2011 في ريف حماة، وكان هذا الفصيل جزءًا من الجيش السوري الحر.
وقد حصل هذا الفصيل على دعم كبير من عشائر سعودية عبر ضابط منشق عن النظام السوري يدعى ماهر النعيمي. وعاش الجاسم مع مجموعته في بلدة حزارين في ريف إدلب الجنوبي، وشارك في المعارك ضد قوات النظام السوري.
في عام 2015، بدأ فصيله يعاني من الضغوط المتزايدة من “جبهة النصرة” (التي أصبحت لاحقًا هيئة تحرير الشام)، وهو ما دفع الجاسم وعناصره إلى الهروب إلى تركيا.
هناك، خضعوا لتدريبات عسكرية، وتم إعادة تشكيل الفصيل في عام 2016 تحت اسم “لواء السلطان سليمان شاه”، وهو فصيل موالٍ لتركيا، وبات جزءًا من الجيش الوطني السوري المدعوم من أنقرة.
التورط في الانتهاكات
خلال مسيرته العسكرية، ارتبط اسم محمد الجاسم بالعديد من الانتهاكات. ففي عام 2018، ظهرت اتهامات خطيرة ضده من إسراء يوسف خليل، زوجة أحد عناصر “لواء السلطان مراد”، التي اتهمته باغتصابها تحت تهديد السلاح.
كما ادعت أن الجاسم هدد عائلتها بالقتل إذا ما أفشت ما حدث، ما أدى إلى إجهاضها. ورغم نفيه لهذه الاتهامات، فقد اختفت إسراء بعد الحادث، وتُشير الأدلة إلى أن الجاسم كان له دور في اختفائها.
الانتهاكات في عفرين
من أبرز الانتهاكات التي ارتكبها فصيل “السلطان سليمان شاه” كانت تلك التي شهدتها مدينة عفرين، التي سيطرت عليها فصائل المعارضة المدعومة من تركيا في 2018، ضمن عملية “غصن الزيتون”.
كانت منظمة العفو الدولية قد وثقت العديد من الانتهاكات ضد المدنيين، مثل الاعتقالات التعسفية، والاختفاء القسري، ونهب الممتلكات.
كما أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن فصيل الجاسم فرض على أهالي بعض القرى في عفرين حصر محصول الزيتون مقابل أخذ 30% من المحصول، فضلاً عن تورطه في عمليات خطف وابتزاز عائلات كردية. وقد تم فرض أتاوات مالية ضخمة على السكان المحليين، تتراوح بين 700 دولار وحتى آلاف الدولارات.
التورط في الحرب الليبية
في مرحلة لاحقة، شارك “لواء السلطان سليمان شاه” في الحرب الليبية، حيث تم تجنيد مقاتلين سوريين للقتال إلى جانب الجيش التركي مقابل رواتب مالية مغرية تصل إلى 3000 دولار شهريًا.
هذه المشاركة لم تقتصر على الميدان العسكري، بل كانت بمثابة خطوة لتعزيز علاقة الجاسم مع السلطات التركية، التي أصبحت تدعمه بشكل كبير.
وعلى الرغم من الاتهامات الخطيرة التي يواجهها، كان الجاسم نشطًا في وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، حيث استغل منصاته لإظهار نفسه على أنه بطل قومي. في فبراير 2020، نشر تغريدة مرفقة بصور لمقاتلين سوريين أصيبوا في معارك ليبيا، مظهرًا إياهم كأبطال في معركة الحرية والعدالة.
هذه المنشورات كانت تثير الجدل، خصوصًا في وقت كان فيه العديد من المدنيين في سوريا يعانون من الانتهاكات التي تورط فيها فصيله.
العزل والتحقيقات
بسبب تورطه في العديد من الانتهاكات، تم عزله من منصبه في 16 فبراير 2022 بقرار من اللجنة الثلاثية المفوضة من الفصائل العاملة في الشمال السوري. هذه اللجنة تم تشكيلها للتحقيق في الانتهاكات والجرائم التي ارتكبت بحق المدنيين، مما يعكس فقدان الثقة في قيادته داخل الفصائل العسكرية.
محمد الجاسم، أو “أبو عمشة”، يمثل نموذجًا للعديد من القادة العسكريين الذين ظهروا في الصراع السوري، حيث تحول من شخص عادي إلى قائد عسكري ثم اصبح عضوا في النظام الجديد في سوريا بقيادة أحمد الشرع الجولاني.
للمزيد
مرحلة انتقالية بدون نهاية: قرارات هامة في تنصيب أحمد الشرع رئيسًا لسوريا
بعد اتصالات الشرع مع طالبان: تحول مفاجئ لـ”حراس الدين” فرع القاعدة في سوريا
من هي لطيفة الشرع؟ الحلبية زوجة واحدة بين أحمد الشرع الجولاني والبغدادي زعيم داعش
من هو العميد محمد خلوف؟ تفاصيل إعدام عميد بالجيش السوري على يد سلطةأحمد الشرع
غموض عدد زوجات الجولاني، من هي السيدة الأولى في سوريا تحت حكم أحمد الشرع؟