روسيا ترد على تهديد ترامب بشأن مجموعة البريكس
وصفت روسيا التهديد الأخير للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية على الدول الأعضاء في مجموعة البريكس بأنه “متكرر” ولا يحمل جديدًا، مشيرة إلى أن المنظمة ليس لديها أي نية لإنشاء عملة مشتركة بين دولها. وأوضح المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن تصريحات ترامب حول هذا الموضوع ليست جديدة، حيث سبق وأن أدلى بتصريحات مشابهة عندما كان رئيسًا منتخبًا للولايات المتحدة.
وقال بيسكوف: “هذه ليست المرة الأولى التي يدلي فيها ترامب بمثل هذه التصريحات، وهي ليست قضية جديدة. وقد صدرت تصريحات مماثلة في السابق عندما كان رئيسًا منتخبًا”. وأضاف أن مجموعة البريكس تركز على تطوير “منصات جديدة للاستثمار المشترك”، مع التأكيد على أنه لا يوجد أي توجه لإنشاء عملة موحدة، بل على العكس، تسعى الدول الأعضاء إلى تعزيز التعاون الاقتصادي من خلال استثمارات متبادلة في بلدان ثالثة.
وساخرا، طلب بيسكوف من “الخبراء الأميركيين” أن يشرحوا للرئيس ترامب “أجندة البريكس بمزيد من التفصيل”، في إشارة إلى أن التصريحات الأمريكية تجاه المنظمة لا تعكس فهما دقيقا لما تقوم به.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد حذر في وقت سابق عبر منصته على “تويتر” من أن أي محاولة من دول البريكس لإزالة الدولار من المعاملات المالية الدولية ستؤدي إلى فرض رسوم جمركية بنسبة 100% على منتجاتها. وكتب ترامب: “إذا سعت دول مجموعة البريكس إلى إنشاء عملة جديدة بديلة للدولار الأميركي، يجب أن يتوقعوا رسوما جمركية ضخمة على صادراتهم إلى الولايات المتحدة”.
وأشار ترامب إلى أن الدول التي تسعى لاستبدال الدولار في التجارة الدولية ستكون مجبرة على مواجهة عواقب اقتصادية، مؤكدًا أن “الدولار الأميركي سيظل القوة الأساسية في الأسواق العالمية”.
في المقابل، حاولت الهند تقليص أهمية التهديد الأمريكي، حيث أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الهندية، راندهير جايسوال، أن مجموعة البريكس تتخذ قراراتها على أساس “الإجماع”. كما أضاف أن الهند لم تضع سياسة “إزالة الدولرة” من المعاملات على أجندتها، في وقت تم استخدام عملات مختلفة لشراء النفط الروسي نتيجة للعقوبات الغربية على موسكو.
وكانت مجموعة البريكس قد قررت في اجتماعها الأخير إضافة ست دول جديدة إلى عضويتها بدءًا من عام 2024، وهي الأرجنتين، وإثيوبيا، والإمارات، وإيران، والمملكة العربية السعودية، ومصر، مما يزيد من أهمية المجموعة في الاقتصاد العالمي.
تجدر الإشارة إلى أن دول البريكس، التي تضم البرازيل، وروسيا، والهند، والصين، وجنوب أفريقيا، تمثل حوالي 25% من إجمالي الناتج المحلي العالمي، وتسعى إلى تقليص نفوذ الدولار وتعزيز التجارة بالعملات الوطنية في إطار جهودها لتعزيز التعاون الاقتصادي والمالي بين أعضائها.