القبض على خلية من الضباط المسؤولين عن إعدام محمد باقر الصدر
أعلن رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، اليوم الجمعة، أن الأجهزة الأمنية العراقية تمكنت من القبض على خلية من الضباط الذين كانوا مسؤولين عن تنفيذ إعدام المرجع الديني محمد باقر الصدر وشقيقته، بالإضافة إلى عدد من الشخصيات البارزة من آل الحكيم، وعدد من المعارضين السياسيين لنظام صدام حسين في الثمانينات.
كان محمد باقر الصدر أحد أبرز الشخصيات الشيعية في العراق، وهو مؤسس حزب “الدعوة الإسلامية” ومنظر أفكاره، وكان قد أفتى في السبعينات بحرمة الانتماء إلى حزب “البعث”، حتى وإن كان الانتماء شكليًا. في عام 1980، تم إعدام الصدر بتهمة “العمالة والتخابر مع إيران”، وهي التهمة التي تم استخدامها كذريعة من قبل نظام صدام حسين لتصفية المعارضين.
وفي بيان صحافي، أكد السوداني أن “رجال الأمن الوطني، ومعهم الجهد الأمني للدولة، يواصلون العمل الجاد لترسيخ القانون وتأكيد عدم الإفلات من العقاب”. وأضاف أن “القبض على أعضاء خلية الإعدام يمثل خطوة هامة نحو تحقيق العدالة، وأن ملاحقة المجرمين ستستمر مهما طال الزمن”.
وأشار السوداني إلى أن العملية أسفرت عن القبض على 5 من أبرز المجرمين من أتباع النظام السابق، الذين شاركوا في تنفيذ عمليات قتل بحق آلاف العراقيين المعارضين لنظام صدام حسين. وأكد أن العملية تمت وفقا لأحكام قانون حظر حزب البعث، وبالتنسيق مع الجهات الأمنية والقضائية المعنية.
من جهته، أوضح المتحدث باسم جهاز الأمن الوطني، أرشد الحاكم، أن العملية تمت بالتعاون بين جهاز الأمن في بغداد وإقليم كردستان. وأكد الحاكم أن العملية شملت عرض اعترافات الضابط الرئيسي في “خلية الإعدام”، وهو اللواء سعدون صبري، الذي أقر بأنه كان المسؤول عن تنفيذ حكم الإعدام بحق محمد باقر الصدر في منطقة “بسماية” جنوب بغداد في أبريل 1980.
كما عرض جهاز الأمن الوطني اعترافات لأربعة ضباط آخرين، الذين أكدوا أنهم شاركوا في تنفيذ نحو 24 ألف عملية قتل لعراقيين ينتمون إلى أحزاب كردية، الحزب الشيوعي العراقي، وحزب الدعوة الإسلامية، فضلاً عن معارضين آخرين لنظام صدام حسين من طوائف ومذاهب مختلفة.
من بين الاعترافات، أشار أحد الضباط إلى أنه كان مكلفًا من رئيس جهاز المخابرات آنذاك، فاضل البراك، بالإشراف على تنفيذ أحكام الإعدام. كما كشف أحد الضباط، وهو لواء شرطة، عن تنفيذه نحو 6 آلاف عملية قتل بين السبعينات والثمانينات.
ووفقًا لما ذكره جهاز الأمن الوطني، فإنهم قد رصدوا في عام 2024 محاولات من بعض أعضاء خلية الإعدام لتجنيد شبان عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما يعكس استمرار محاولات حزب البعث المنحل لإعادة تشكيل خلايا إرهابية في العراق.
النائب مصطفى سند أكد أن القبض على هذه الخلية تم في النصف الثاني من العام الماضي، ويعد خطوة كبيرة في جهود العراق لضمان العدالة وملاحقة المجرمين الذين ارتكبوا أبشع الجرائم في حق الشعب العراقي.