حركة الثورة الزرقاء: تشكيل جناح مسلح لإطاحة نظام أفورقي
الجمعة 31 يناير 2025
تشكيل الجناح المسلح
في تطور مثير على الساحة الإريترية، أعلنت حركة الثورة الزرقاء، وهي مبادرة يقودها إريتريون في الشتات، عن تشكيل جناح مسلح مدعوم من إثيوبيا بهدف الإطاحة بنظام الرئيس الإريتري أسياس أفورقي. جاء هذا الإعلان بعد مؤتمر واسع عقدته الحركة في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا في 27 يناير 2025، حيث تجمع الآلاف من أعضاء الشتات الإريتري في حدث يمثل نقطة تحول كبيرة في جهود الحركة.
قررت الحركة تحويل جهودها نحو العمل العسكري بعد الفشل في تحقيق تقدم ملحوظ من خلال الأنشطة السياسية والدعوية. وأكد المتحدثون باسم الحركة أن العديد من الأعضاء مستعدون للتضحية بحياتهم من أجل إريتريا حرة وكريمة، وطموحهم في الإطاحة بنظام أفورقي من خلال العمل العسكري بالتوازي مع الضغط السياسي والدبلوماسي.
احتجاجات الشتات
منذ عام 2022، شهدت العديد من مدن العالم الغربية احتجاجات منسقة ضد القمع الذي يمارسه نظام أفورقي. وقد تزايدت هذه الاحتجاجات في السنوات الأخيرة، مع تصاعد العنف في بعض الأحيان، حيث اندلعت مواجهات عنيفة بين المتظاهرين والشرطة، وأسفرت عن إصابة العديد من الأشخاص. كانت تلك الاحتجاجات تهدف إلى الضغط على الحكومة الإريترية لتغيير سياساتها الاستبدادية وتلبية مطالب الشعب الإريتري في الداخل والخارج.
دعم إثيوبي للمتمردين
كشف تقرير من مصادر إريترية لـ “المنشر الإخباري” عن مخطط إثيوبي لدعم الجماعات المعارضة للنظام الإريتري في إطار مساعيها للإطاحة بنظام أفورقي. تسعى إثيوبيا من خلال هذا الدعم إلى إشعال صراع داخلي في إريتريا، مما يشكل تهديدا جديدا لاستقرار منطقة القرن الأفريقي. هذا التطور يأتي في وقت حساس بالنسبة لقناة السويس المصرية، التي تعاني من تهديدات بسبب هجمات جماعة الحوثي في اليمن، ما يهدد الملاحة في البحر الأحمر ويسبب خسائر كبيرة في التجارة الدولية.
توحيد المعارضة
تعمل إثيوبيا على تنسيق جهود المعارضة الإريترية عبر دعم مجموعة متنوعة من الجماعات الإريترية، بما في ذلك جماعات الكوناما وقطاعات من العفار، بهدف توحيد المعارضة المنقسمة التي تشمل فصائل سابقة من جبهة تحرير إريتريا. من جانبها، تحاول إريتريا جذب جماعات العفار في إثيوبيا لدعم حكومتها، في وقت تشهد فيه العلاقات بين البلدين منافسة إقليمية.
حركة الثورة الزرقاء
أصبحت حركة الثورة الزرقاء رمزا للمقاومة ضد النظام القمعي في إريتريا. تنتشر مقاطع الفيديو التي تظهر تدريبات مقاتلي الحركة، التي تضم عناصر من الشتات الإريتري والشباب المناضلين من داخل إريتريا. تسعى الحركة إلى إسقاط النظام من خلال وسائل سياسية وعسكرية واقتصادية، مع تركيز خاص على ضرب المؤسسات الاقتصادية الإريترية التي تمثل عصب النظام.
التهديدات المستقبلية
حركة الثورة الزرقاء تروج لفكرة أن الرئيس أسياس أفورقي يعد لنقل السلطة إلى ابنه، مما يعزز القلق من استمرارية إرث القمع وعدم الاستقرار في إريتريا. وتهدف الحركة إلى تعبئة الشعب الإريتري ضد النظام المستبد وتوضيح المخاطر التي قد تنجم عن استمرار حكم أفورقي ووريثه، مما يجعل الإطاحة بالنظام أمرا حيويا بالنسبة لمستقبل البلاد.
الوضع المستقبلي لإريتريا
في ضوء هذه التحولات، تتجه الأنظار نحو الوضع الإريتري الذي يزداد تعقيدا في ظل التحركات العسكرية الجديدة وتدخلات إثيوبيا. من الواضح أن إريتريا مقبلة على مرحلة جديدة من الصراع السياسي والعسكري، في وقت يعاني فيه شعبها من سنوات طويلة من القمع السياسي والتهميش.