دور أحمد الشرع
قالت مصادر سورية لـ المنشر الإخباري إن سلطة أحمد الشرع لعبت دورًا مهمًا في عملية اغتيال “أبو دجانة التركستاني”، الذي يُعد أحد الأسماء البارزة في هيئة تحرير الشام وتنظيم حراس الدين، حيث كانت هناك اتصالات استخباراتية بين سلطة الشرع والاستخبارات المركزية الأمريكية.
كما يعد تنظيم حراس الدين من التنظيمات التي كانت تشكل خطرًا على سلطة أحمد الشرع، حيث دخل في صراعات طويلة مع “هيئة تحرير الشام” قبل وصول “تحرير الشام” بقيادة الجولاني إلى حكم سوريا.
أبو دجانة التركستاني كان من الأسماء البارزة في هيئة تحرير الشام قبل أن ينضم إلى تنظيم حراس الدين، الذي كان يشكل تحديًا كبيرًا لسلطة أحمد الشرع ونافس الهيئة في السيطرة على المناطق التي كانت تحت نفوذ الجماعات الجهادية في شمال غرب سوريا.
وأضافت المصادر أن سلطة أحمد الشرع لعبت دورًا رئيسيًا في تحديد مكان التركستاني، وذلك في ظل الاتصالات الاستخباراتية بين سلطة الشرع والاستخبارات المركزية الأمريكية.
تفاصيل العملية
العملية نفذها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة عبر استهداف سيارة كانت تقل أبو دجانة التركستاني في المنطقة الواقعة بين إدلب وسرمدا، وهو أحد أهم طرق التنقل بين مناطق سيطرة الجماعات المسلحة في سوريا. وأشارت التقارير إلى أن الهدف كان مدروسًا بعناية كبيرة، في إطار استراتيجية تصفية القيادات الجهادية البارزة. ويُعتقد أن الاتصالات الاستخباراتية بين سلطة أحمد الشرع وأجهزة المخابرات الأمريكية قد ساهمت في تحديد مكان الهدف.
موجة اغتيالات القيادات الجهادية في سوريا
من المعروف أن تنظيم حراس الدين، والذي يضم مقاتلين من الحزب الإسلامي التركستاني، كان يشكل تهديدًا مباشرًا لسلطة أحمد الشرع بعد وصوله إلى حكم سوريا، وكان في صراع طويل مع هيئة تحرير الشام قبل أن يظهر تنظيم حراس الدين الموالي لتنظيم القاعدة الإرهابي.
في هذا السياق، قالت مصادر سورية لـ المنشر الإخباري إن أجهزة الاستخبارات الأمريكية تلعب دورًا محوريًا في مراقبة تحركات الجماعات الجهادية في المنطقة، عبر استخدام الأقمار الصناعية، زرع الجواسيس، تتبع المكالمات، وعمليات المراقبة المتقدمة.
ويبدو أن الولايات المتحدة قد اتبعت نهجًا جديدًا في مراقبة وتحليل تحركات القيادات الجهادية في سوريا، إذ كانت الدول الغربية، بقيادة الولايات المتحدة، تخصص ميزانيات ضخمة لرصد تحركات هؤلاء القادة. هذا وقد باتت الولايات المتحدة تُركز أكثر على تسهيل وصول هذه القيادات إلى الحكم في بعض المناطق، وهو ما جعلها على اطلاع دائم بتحركاتهم، في خطوة تستهدف تسوية بعض الملفات المرتبطة بالجرائم في المنطقة.
تصفية القيادات الجهادية
منذ الأيام الأخيرة، بدأ الجيش الأمريكي بتطبيق سياسة جديدة تقوم على تصفية القيادات الجهادية المدرجة على قوائم الاغتيالات. هذه السياسة تأتي في إطار محاولات واشنطن لفرض استقرار في مناطق النزاع، وتوجيه ضربات استباقية ضد من تعتبرهم خطرًا على الأمن الإقليمي والدولي.
دلالات العملية
مقتل أبو دجانة التركستاني يشير إلى تصعيد كبير في سياسة الولايات المتحدة تجاه قيادات التنظيمات الجهادية في سوريا. ويأتي هذا التصعيد في وقت حساس، حيث تستمر عمليات التحالف الدولي ضد الجماعات المسلحة في المنطقة، وسط صراعات بين القوى الكبرى في سوريا. يُنتظر أن يكون لهذه العمليات تأثيرات كبيرة على الوضع الأمني في سوريا، حيث تواصل الأطراف المختلفة محاولاتها للتأثير على مجريات الأحداث.
يُعد مقتل أبو دجانة التركستاني ضربة قوية لتنظيم حراس الدين والعديد من الجماعات الجهادية المتواجدة في شمال سوريا. كما يبرز تطورًا في سياسة الولايات المتحدة التي تركز على تصفية القادة الجهاديين، ما قد يعزز موقفها في المنطقة في مواجهة التحديات الأمنية المستمرة.