خطط الحركة الإسلامية السودانية للانقلاب على البرهان وتقديم نصر الدين عبد الفتاح كبديل
كشفت مصادر سودانية خاصة لـ “المنشر الإخباري” عن خطط الحركة الإسلامية السودانية (الإخوان المسلمين) للانقلاب على قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، وتقديم اللواء نصر الدين عبد الفتاح كبديل له. وأوضحت المصادر أن هذه التحركات تتم بتنسيق مباشر مع دولة قطر التي تدعم هذه الخطوة على خلفية تزايد النفوذ القطري داخل الجيش السوداني.
الجنرال نصر الدين عبد الفتاح: البديل المقترح
أكدت المصادر أن اللواء نصر الدين عبد الفتاح، قائد سلاح المدرعات في الجيش السوداني، هو الشخصية التي تم اختيارها من قبل الحركة الإسلامية ليحل محل البرهان. وكان الجنرال عبد الفتاح قد زار الدوحة في نوفمبر 2024، حيث التقى مع مسؤولين قطريين في سلسلة من الاجتماعات الأمنية التي اتفقت خلالها قطر على دعمه كبديل للبرهان. كما حصل على سكن ومخصصات مالية من قطر، وتمت دعوة أسرته للإقامة هناك.
يُعد عبد الفتاح أحد العناصر البارزة في الحركة الإسلامية، وقد خدم في عدة مناصب في الجيش السوداني، أبرزها قائد معهد المدرعات ثم قائد سلاح المدرعات. وانضم إلى الحركة الإسلامية السودانية خلال فترة خدمته في الجيش وكان من أبرز الضباط الملتزمين بتوجهات الحركة.
دور قطر والنفوذ القطري في الجيش السوداني
من خلال التقارير المتداولة، تزداد الشكوك حول التواجد القطري المتزايد داخل الجيش السوداني. على مدار العامين الماضيين، تكفلت قطر بدفع رواتب الجيش السوداني والمليشيات الإسلامية المتحالفة معه. كما أبدت قطر اهتمامًا ملحوظًا في تمويل صفقات السلاح للجيش السوداني، بما في ذلك شراء الطائرات المسيرة. هذا النفوذ القطري يراه البعض في الحركة الإسلامية السودانية بأنه عامل مؤثر في تعزيز سلطتها داخل مؤسسات الدولة السودانية.
التوتر بين الحركة الإسلامية والبرهان
في الوقت الذي تسعى فيه الحركة الإسلامية لتحسين وضعها في الجيش السوداني، يعكس حديث عبد الحي يوسف، أحد قادة الحركة البارزين في تركيا، رأي الحركة في البرهان، حيث اعتبره غير جدير بالثقة. وقد أثار حديثه موجة من الجدل داخل أوساط الحركة الإسلامية، التي اضطرت إلى إصدار بيان رسمي تنفي فيه أي ارتباط له بالحركة، وهو ما أثار سخرية في الأوساط السودانية.
الحديث الذي أدلى به عبد الحي يوسف في ندوة نظمها فصيل سوري من جماعة الإخوان في تركيا كشف عن انعدام الثقة بين الحركة الإسلامية والبرهان، وأدى إلى اتخاذ إجراءات عاجلة داخل الحركة للتخلص من البرهان في حال نجاح التحرك لإبعاده.
مستقبل الحركة الإسلامية في السودان
استنادًا إلى المصادر المقربة من الحركة الإسلامية، هناك انطباع بأن الحركة تعتبر التحالف مع البرهان كخطوة مرحلية فقط، وأن خططها طويلة المدى تشمل الوصول إلى تنصيب ضابط من داخل الجيش يمكنه تنفيذ أهداف الحركة بطريقة أكثر تنظيماً. إن التحركات الحالية تشير إلى أن الحركة تجهز نفسها للمرحلة القادمة التي قد تشهد تغييرات كبيرة في هيكل السلطة داخل الجيش السوداني.
في هذا السياق، من المنتظر أن يكون الشهرين المقبلين حاسمين في مسار الصراع على السلطة بين الإخوان المسلمين وجنرالات الجيش السوداني، حيث يتزايد الضغط على البرهان من أجل التوصل إلى تسوية مع القوى الداخلية والخارجية. في ضوء هذه التطورات، يبدو أن السودان على أبواب مرحلة جديدة من الصراع الداخلي، حيث يُحتمل أن يكون للنفوذ القطري دور رئيسي في تغيير المعادلة السياسية والعسكرية في البلاد.
الاستعدادات للمرحلة القادمة
إن التحركات التي تقوم بها الحركة الإسلامية تشير إلى تحضيرها لانقلاب في المستقبل القريب، مما يضع البلاد في موقف حساس قد يكون له تداعيات كبيرة على استقرار الجيش السوداني والنظام السياسي بشكل عام.










