في خطوة مفاجئة، ظهر هيثم الحواجري قائد كتيبة الشاطئ في كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، في عملية تسليم الأسير الإسرائيلي “المسن” كيث شمونسل سيغال، الذي يحمل الجنسية الأمريكية، إلى الصليب الأحمر في ميناء غزة. جاء ذلك رغم إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي اغتياله مرتين خلال العدوان الأخير على غزة.

كان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد أعلن في ديسمبر 2023 عن استهداف الحواجري عبر غارة جوية، مشيرا إلى أن الطائرة الحربية التابعة له قد نفذت العملية بناء على معلومات استخباراتية دقيقة من جهاز الشاباك. وبذلك، كان الإعلان الإسرائيلي عن مقتل الحواجري في ذلك الوقت بمثابة دلالة على تصاعد التصعيد العسكري في المنطقة، إلا أن حركة حماس فاجأت الجميع بتأكيدها على استمرار الحواجري في أداء مهامه القيادية.

مجزرة ضد عائلة الحواجري

في سياق متصل، شن جيش الاحتلال الإسرائيلي مجزرة ضد عائلة الحواجري في قطاع غزة بين 4 نوفمبر و23 ديسمبر 2023. وقد استهدفت الطائرات الحربية الإسرائيلية منازل عائلة الحواجري في مخيم النصيرات وسط القطاع، مما أسفر عن استشهاد نحو 22 فردا من العائلة، بينهم نساء وأطفال، وذلك في عملية قوبلت بإدانة واسعة على الصعيدين الفلسطيني والدولي.

مشاركة الحواجري في تسليم المحتجزين

في وقت لاحق، أعلنت حماس أن هيثم الحواجري كان أحد القادة الذين أشرفوا على عملية تسليم المحتجزين الإسرائيليين إلى الصليب الأحمر، في خطوة تعد جزءا من صفقة تبادل الأسرى التي جرت في 19 يناير 2025. في هذه الصفقة، سلمت حماس ثلاثة محتجزين إسرائيليين، بينهم اثنان يحملان الجنسيات الأمريكية والفرنسية، في مقابل إفراج إسرائيل عن 183 أسيرا فلسطينيا.

تسلم الأسير الإسرائيلي كيث شمونسل سيغال في ميناء غزة جرى بحضور عدد من قيادات حماس، ليشكل ذلك مؤشرا على استمرار قدرة الحركة على تنفيذ صفقات تبادل الأسرى، رغم الظروف الصعبة التي يمر بها القطاع جراء العدوان المستمر والحصار الإسرائيلي.

دليل على بقاء الحواجري على قيد الحياة

تعد عملية تسليم الأسير الإسرائيلي كيث شمونسل سيغال في ميناء غزة دليلا على عدم صحة التقارير التي أشارت إلى اغتيال هيثم الحواجري، حيث أثبتت حماس عبر هذه الخطوة أن القائد العسكري لا يزال على قيد الحياة ويقوم بدوره في إدارة العمليات الهامة في إطار المقاومة.