اعتقال محسن حكيم اللهي في السويد وترحيله إلى إيران
اعتقلت سلطات السويد، محسن حكيم اللهي، رجل الدين الإيراني البالغ من العمر 63 عامًا، مؤخرًا ومن المقرر ترحيله إلى إيران. حكيم اللهي هو إمام مركز الإمام علي الإسلامي في ضواحي ستوكهولم، الذي يعد أكبر مركز شيعي في شمال أوروبا. وتفيد المصادر أن عملية اعتقال محسن حكيم اللهي تمت قبل نحو أسبوعين، حيث زار أشخاص بملابس مدنية منزله في منتصف الليل واقتادوه، مما أثار تساؤلات حول أسباب هذا الاعتقال المفاجئ.
الاحتجاز والترحيل
بحسب المصادر المقربة من حكيم اللهي، فإن رجل الدين محتجز منذ أكثر من عشرة أيام في مركز للهجرة في السويد. وتؤكد وثائق دائرة الهجرة السويدية أن أمر ترحيله صدر في 30 يناير 2025، حيث تقرر إلغاء إقامته الدائمة في السويد. يُذكر أن حكيم اللهي كان قد تم إرسالُه إلى السويد من قبل طهران في عام 2011 لتولي إمامة مركز الإمام علي، ومنحته السويد إقامة دائمة في ديسمبر 2017.
ومع ذلك، تم إلغاء هذا الترخيص مؤخرًا بسبب اعتبارات لم تذكرها السلطات السويدية بشكل دقيق. ورفض مسؤولون في مركز الإمام علي الإسلامي التعليق على هذه القضية، مشيرين إلى عدم علمهم بالأسباب الكامنة وراء هذا الاعتقال.
موقف السلطات السويدية
من جانبه، أكد غابرييل فيرنشتيدت، المتحدث باسم جهاز الأمن السويدي، أن الجهاز لم يجر أي تحقيق قضائي مع حكيم اللهي. لكنه أشار إلى أن جهاز الأمن السويدي يمتلك السلطة القانونية لاحتجاز أو تسليم الأفراد غير السويديين الذين يعتبرون تهديدًا للأمن القومي، وبالتالي يحق له ترحيلهم إذا لزم الأمر.
ورفض فيرنشتيدت التعليق على ما إذا كانت المنظمة الأمنية السويدية قد لعبت دورًا في اعتقال وترحيل حكيم اللهي، لكنه شدد على أن هذه الخطوات تمت وفقًا للسياسات الأمنية السويدية.
دور المنظمات الإسلامية في أوروبا
تعتبر هذه الحادثة جزءًا من توجهات أوسع في أوروبا تجاه بعض المنظمات الدينية المرتبطة بالحركات المتطرفة. ففي سبتمبر 2024، قامت السلطات الألمانية بمنع مركز “السلام” الإسلامي في ولاية براندنبورغ من مواصلة أنشطته بسبب دعمه لحركة حماس، وطردت رئيس المركز الإسلامي في هامبورغ بتهمة “الانتماء لجماعة إرهابية” ووجود “اتصالات مع الجماعات المتطرفة”.
يبدو أن قضية محسن حكيم اللهي تمثل نقطة تحول في العلاقة بين بعض المؤسسات الدينية المرتبطة بإيران والحكومات الأوروبية. يثير هذا الحادث تساؤلات بشأن دور هذه المنظمات في أوروبا وعلاقتها بالأمن القومي، خاصة في ظل الضغوط التي تمارسها بعض الدول الأوروبية على الشخصيات التي قد تشكل تهديدًا لأمنها الداخلي.