استسلام قائد من داعش في الصومال وتطورات مكافحة الإرهاب
في خطوة هامة ضد تنظيم داعش في الصومال، استسلم أحد كبار قادة التنظيم، عبد الرحمن شيروا المعروف بلقب “لاهور”، لقوات أمن بونتلاند في جبال كالميكاد، بالقرب من بلدة قندالا في ولاية بونتلاند الصومالية. جاء ذلك في وقت لا يزال فيه مصير زعيم فرع داعش في الصومال عبد القادر مؤمن غامضًا بعد استهدافه من قبل غارات أمريكية.
ويظهر في لقطات فيديو حصرية قوات بونتلاند وهي ترافق “لاهور” بعد استسلامه، مما يمثل ضربة قوية للتنظيم في المنطقة. وقد جاء هذا الاستسلام بعد سلسلة من العمليات العسكرية التي شنتها قوات بونتلاند ضد مواقع داعش، بما في ذلك غارات جوية مكثفة على مخابئ التنظيم.
الغارات الجوية الأمريكية ضد داعش
تتزامن هذه التطورات مع تقارير عن ضربات جوية أمريكية استهدفت مواقع هامة لداعش في جبال كالميكاد بمنطقة باري بالصومال. الغارات، التي نفذت في الأول من فبراير 2025، جاءت بناءً على أوامر من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وشملت ضربات على كهوف تحت الأرض كان يُعتقد أنها تستخدم كمخابئ لزعيم فرع داعش في الصومال عبد القادر مؤمن، بالإضافة إلى قادة آخرين مثل عبد الرحمن فاهية.
وتُنفذ الغارات الجوية بواسطة طائرات F/A-18 من حاملة الطائرات الأمريكية يو إس إس هاري إس ترومان. وبحسب الجنرال محمود محمد أحمد، الذي يقود عمليات مكافحة الإرهاب في بونتلاند ضد داعش، فإن الغارات أسفرت عن القضاء على أكثر من 46 مسلحًا، بما في ذلك مقاتلين أجانب. وقد دمرت هذه الضربات المخابئ والملاجئ تحت الأرض في جبال كالميكاد، التي كان يستخدمها تنظيم داعش.
في حين لم تؤكد الولايات المتحدة ولا بونتلاند رسميًا أسماء القتلى، إلا أن الجنرال فاديجو أشار إلى أن التحقيقات ما تزال مستمرة للبحث عن هويات القتلى.
التحديات والمخاطر المستقبلية
في حين أن قوات بونتلاند نجحت في استهداف مواقع داعش في المنطقة، حذر الجنرال فاديجو من المخاطر المحتملة نتيجة المخلفات الكيميائية التي قد تتركها الضربات الجوية. كانت جبال كالميكاد بتضاريسها الوعرة وموقعها النائي، ملاذًا للمسلحين التابعين لتنظيم داعش، مما مكنهم من التهرب من الكشف وشن هجمات على المناطق المجاورة.
وتعتبر بونتلاند، التي تتمتع بحكم شبه مستقل داخل الصومال، في طليعة مكافحة الجماعات المسلحة مثل داعش وحركة الشباب، غالبًا دون دعم مباشر من الحكومة الفيدرالية الصومالية.
وفيما يتعلق بموقف الحكومة الفيدرالية في مقديشو، أكد الجنرال فاديجو أن الحكومة لم تشارك في الغارات الجوية الأخيرة أو عمليات بونتلاند ضد داعش. وأضاف: “ظلت الحكومة الفيدرالية صامتة لمدة ثلاثة أشهر بينما نواصل خوض هذه المعركة”.
الاستراتيجية الأمريكية ضد الإرهاب في الصومال
تستمر الولايات المتحدة في تكثيف غاراتها الجوية ضد تنظيمات مثل داعش وحركة الشباب في إطار استراتيجية شاملة لمكافحة الإرهاب في الصومال. هذا التصعيد في العمليات العسكرية يأتي في وقت حرج حيث تسعى قوات بونتلاند إلى استئصال شبكات داعش في المناطق الجبلية، التي تشكل معقلًا رئيسيًا للمتمردين.
تُظهر هذه التطورات حجم الجهود المتواصلة التي تبذلها القوات المحلية والدولية للقضاء على وجود داعش في الصومال، وذلك رغم التحديات الكبيرة التي تواجهها في المناطق الوعرة والصعبة.
الرسالة الرئيسية: استسلام أحد كبار قادة داعش في الصومال يمثل ضربة قوية للتنظيم، في وقت تشهد فيه المنطقة تصعيدًا في العمليات العسكرية ضد الإرهاب من قبل القوات الصومالية والأمريكية.










