وكأن الدمار الذي نزل بغزة لا يكفي، فإذا بإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تطلب من زعماء الكونغرس الموافقة على إرسال قنابل ومعدات عسكرية أخرى بمليار دولار تقريبا إلى إسرائيل، بحسب صحيفة وول ستريت جورنال.
وأضافت الصحيفة نقلا عن مصادر أن مبيعات الأسلحة المزمعة تشمل 4700 قنبلة زنة 1000 رطل بما يزيد عن 700 مليون دولار وجرافات مدرعة من إنتاج شركة كاتربيلر بما يزيد عن 300 مليون دولار.
ولم يكن من قبيل الصّدفة أن يحرص الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على أن يكون بنيامين نتنياهو هو الزّائر الأوّل للبيت الأبيض في ولايته الجديدة، لأنه يُريد أن يُؤكّد التزامه المُطلق بدعم دولة الاحتلال، وتوسيع مِساحتها، والقضاء الكامل على جميع التّهديدات لأمنها واستقراره.
المُتمثّلة في أربع جهات، أوّلها، المُقاومة في قطاع غزة بقيادة حركة “حماس”، وثانيها، “حزب الله” في لبنان، وثالثها، حركة “أنصار الله” في اليمن وصواريخها الفرط صوت، ورابعها، البرنامج النووي الإيراني.
وفي وقت سابق قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه لا ضمانات بأن وقف إطلاق النار في غزة سيصمد، في حين قال مبعوثه إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف إن الأمر مستتب في الوقت الراهن.
وجاءت تصريحات ترامب وويتكوف للصحفيين في البيت الأبيض اليوم الاثنين قبل لقاء مزمع للرئيس الأميركي برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو غدا الثلاثاء.
وفي 19 يناير/كانون الثاني الماضي، دخل اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل حيز التنفيذ في مرحلته الأولى التي تمتد 6 أسابيع.
ويقضي الاتفاق -الذي تم التوصل إليه بوساطة قطرية مصرية أميركية- ببدء مفاوضات غير مباشرة بين حماس وإسرائيل بشأن المرحلة الثانية في موعد أقصاه اليوم الـ16 من دخول الاتفاق حيز التنفيذ، على أن يتم إنجاز الاتفاق قبل نهاية الأسبوع الخامس من المرحلة الأولى.
بيد أن نتنياهو -الذي وصل إلى واشنطن أمس الأحد- أرجأ التفاوض على المرحلة الثانية إلى ما بعد لقائه بالرئيس الأميركي في البيت الأبيض.
كانَ لافتًا أنّ الرئيس ترامب وجّه دعوة لكُل من العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، والرئيس المِصري عبد الفتاح السيسي لزيارة واشنطن الأُسبوع المُقبل ربّما لفرض “التّفاهمات” التي يُمكن أن يكون قد توصّل إليها مع نتنياهو، والمُتعلّقة بتهجير جميع أبناء القطاع.
ووضع حركة “حماس” أمام خِيارين لا ثالث لهما، إمّا الخُروج كُلِّيًّا من القطاع، أو مُواجهة استِئناف الحرب وبطريقةٍ أكثر شراسة ودمويّة من قِبَل الجيش الإسرائيلي، وبدعمٍ علنيٍّ من ترامب وحُكومته.
يتم فيها استِخدام قنابل التّدمير العِملاقة التي يزيد وزنها التدميريّ عن ألفيّ رطل، وجرى رفع الحظر عن تسليمها لدولة الاحتلال الذي فرضه الرئيس الأمريكي السّابق جو بايدن، وبدء تسليم 1800 منها.
الإدارة الأميركية برئاسة ترامب أصدرت تعليمات لوزارة الدفاع برفع الحظر الذي فرضته إدارة الرئيس السابق جو بايدن على توريد قنابل تزن 2000 رطل لإسرائيل.
وعلق بايدن تسليم تلك القنابل بسبب القلق بشأن التأثير الذي قد تحدثه في حرب إسرائيل مع حركة حماس في قطاع غزة.
وجرى الاتفاق مؤخرا في وقف إطلاق النار.وكان مصدر القلق الخاص لإدارة بايدن هو استخدام مثل هذه القنابل الكبيرة في مدينة رفح، حيث لجأ أكثر من مليون فلسطيني في غزة.
وقال مسؤول إسرائيلي لموقع “أكسيوس” إن البنتاغون أبلغ الحكومة الإسرائيلية الجمعة بقرار رفع الحظر.
وقال المسؤول إن القنابل سيتم نقلها على متن سفينة إلى إسرائيل في الأيام المقبلة.ولم يرد البيت الأبيض على الفور على أسئلة الموقع حول رفع الحظر عن شحنة القنابل.
واستخدم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والموالون له في إسرائيل والولايات المتحدة قرار بايدن للادعاء بوجود “حظر أسلحة” أميركي على إسرائيل، وفق الموقع.
لكن إدارة بايدن قالت إنها لم توقف شحنات أسلحة أخرى، ورفضت تعليقات نتانياهو الذي اشتكى في يونيو من أن الولايات المتحدة تبطئ عمليات تسليم الأسلحة.
ترامب يتصرّف مِثل الثّور الهائج، ويُمارس كُل أنواع البلطجة والابتزاز ليس في مِنطقة الشّرق الأوسط فقط، وإنّما في كندا التي يُريد ضمّها (وغرينلاند التي يتطلّع لشِرائها، وقناة بنما التي يُهدّد بالاستِيلاء عليها).